سوف نتحدث في هذا الموضوع عن أهمية مشكلة سرطان عنق الرحم في العالم وحجمها وتحديد عوامل الخطر المؤدية لحدوث سرطان عنق الرحم وتعريف المبادئ الأساسية للسيطرة على هذا السرطان وشرح المراحل التي يمر بها عنق الرحم واثر برامج التقصي وتفسير أهمية اللطاخة المهبلية من عنق الرحم في الكشف المبكر عن هذا النوع من السرطان والفائدة من هذا الإجراء واسلوب اجرائها وتفسيرها وتدبر نتائجها وكذلك توضيح خيارات المعالجة المتوفرة وتحديد اسلوب المعالجة الملائمة لكل حالة بالاضافة لشرح أهمية تنظير عنق الرحم المبكر واستخداماته وطريقة إجرائه والتعرف على التظاهرات السريرية والتشريحية المرضية لسرطان عنق الرحم والاسلوب والأعراض السريرية وطرق المعالجة. سرطان عنق الرحم مشكلة صحية عالمية يعد سرطان عنق الحم مشكلة من مشاكل الصحة التناسلية الهامة التي تتعلق بالنساء خاصة في الدول النامية وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتدبر المشاكل الصحية الناجمة عن سرطان عنق الرحم في كل دول العالم فان معظم المحاولات في الدول النامية لم تكن ناجحة بسبب عدة عوامل ومنها ضعف الوعي الصحي بهذه المشكلة ومحدودية الوصول إلى التدخلات الصحية الضرورية وعدم القدرة على تقديم خدمة الفحص المخبري الخاص بلطاخة عنق الرحم لكل النساء اللواتي هن بحاجة لها وعدم الاستخدام الفعال والأمثل للموارد الصحية المتاحة في القطاع الطبي الخاص والحكومي. تكتشف حوالي 370000 حالة جديدة من سرطان عنق الرحم كل عام ويحدث حوالي ثمانين بالمئة منها في الدول النامية ويأتي سرطان عنق الرحم في المراتب المتقدمة بين السرطانات الأكثر شيوعا في العالم وهو من الأسباب الرئيسية المؤدية للوفاة بسبب السرطان بين النساء في الدول النامية. إن معدلات الاصابة مرتفعة جدا في امريكا الوسطى تليها مناطق جنوب أفريقيا وشرقها وامريكا الجنوبية وجزر الكاريبي وجنوب آسيا وتلقى حوالي 200 ألف من النساء حتفهن كل عام بسبب الاصابة بسرطان عنق الرحم في جميع أرجاء العالم، إن السبب الواضح للارتفاع الحاد في معدل وقوع اصابات عنق الرحم في الدول النامية هو نقص برامج التقصي الفعالة التي تهدف إلى كشف حالات ما قبل السرطان ومعالجتها قبل ان تتطور إلى سرطان غازي اذ يقدر ان خمسة بالمئة فقط من النساء في الدول المتطورة فقط خضع نصفهن على الأقل للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم أي أن الفرق ما بينهما هو عشرة أضعاف.