اتهم الحزب الحاكم "المؤتمر الشعبي العام" أمس أحزاب "اللقاء المشترك" بعرقلة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لحل الأزمة في اليمن. ودعا مصدر مسؤول في "المؤتمر" الوسطاء الى التدخل مهدداً باتخاذ موقف من المبادرة الخليجية واتفاق نقل السلطة. وقال المصدر "ان كل يوم يمر منذ التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لحل الازمة في اليمن يكشف عن عدم التزام أحزاب المشترك وشركائه في تنفيذ ما عليهم من التزامات في المبادرة والآلية." وأوضح "أنه وبعد مرور ثمانية وعشرين يوماً منذ التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في الرياض بتاريخ 23 نوفمبر/تشرين الثاني نتابع ويتابع معنا كل المراقبون ما يمارسه المشترك وشركاؤه من المتمردين العسكريين وعصابات أولاد الأحمر من عدم أي التزام بتطبيق ما عليهم في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية." وأضاف المصدر "ندعو الوسطاء إلى مجرد متابعة وسائل إعلام المشترك ليوم واحد ليكتشفوا من خلال ذلك أن كل ما يأتي عبر تلك الوسائل إنما هو رفض كامل للاتفاق وهدم للتوافق وأن المشترك جعل الاتفاقية والمبادرة وقرار مجلس الأمن مجرد ورق لا وجود لها على أرض الواقع. وشدد "إن ذلك كله إنما يمثل إخلالاً شاملاً بالتزاماتهم وعملاً يستهدف أو يشكل إفشالاً ورفضاً قاطعاً للمبادرة الخليجية والآلية التنفيذية وقرار مجلس الأمن." واتهم المشترك بالتحريض "على الفتنة وعلى مضمون المبادرة وشخص رئيس الجمهورية الرئيس علي عبدالله صالح وكبار رجالات الدولة والحزب والتحريض على أعضاء الكتلة البرلمانية للمؤتمر" . كما اتهم المشترك بتسيير التظاهرات من مدينة تعز الى صنعاء "بغرض الاعتداء على البرلمان كما يقولون أو محاصرته أو الاعتداء على المعسكرات والمنشآت الرسمية إنما يشكل نسفاً لكل ما تم الاتفاق عليه وإيغالا بأعمال التحريض والتخريب والقتل والتدمير وإقلاق السكينة العامة والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة....إن المؤتمر وحلفاءه يعتبرون أن استمرار المشترك في ذلك إنما يشكل إضافة إلى عدم الالتزام إسقاطاً للحكومة الائتلافية برئاسة محمد سالم باسندوة المنعدمة أصلاً." ودعا المؤتمر السفراء الخليجيين وسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى "إيقاف المشترك عن القيام بأعمال الفوضى وإثارة الفتن والتحريض ومحاولة اقتحام العاصمة وتنفيذ قرارات اللجنة العسكرية،.... ما لم يقم الوسطاء بإيقاف كل تلك الممارسات والمخالفات خلال الساعات المقبلة، فإن المؤتمر وحلفاءه لن يكونوا مسؤولين عن سقوط المبادرة والآلية..... ولن يكون أعضاء البرلمان من المؤتمر أمام أي التزام بشأن الثقة للحكومة أو غيرها إن لم تتوقف جميع الممارسات والاختلالات ويتم التطبيق الفاعل للاتفاق ." وكان مصدر في المشترك قال انه ليس له سلطة على أي متظاهرين يمارسون حقهم الدستوري. وجاء اعتراض حزب الرئيس صالح بعد "مسيرة الحياة" الراجلة التي يشارك فيها الآلاف والقادمة من مدينة تعز الى صنعاء على بعد 260 كم . ووصلت المسيرة أمس الخميس والتي تحركت من تعز يوم الثلاثاء الى مدينة ذمار حيث كان الآلاف في استقبالها بشكل غير مسبوق بعد ان تعرضت الى عملية إطلاق نار في منطقة بيت الكوماني من قبل من يسمون بالبلاطجة التابعين للمؤتمر الشعبي العام. وتهدف المسيرة التي تعد أطول مسيرة في مسيرات ما يسمى ثورات الربيع العربي الى إرسال رسالة الى المجتمع الدولي والإقليمي برفض شباب الثورة لأي حصانة للرئيس صالح وأعوانه والذين يتهمونهم بالمشاركة في قتل أكثر من 1100 شخص منذ اندلاع الاحتجاجات في يناير الماضي. واكد المشاركون في المسيرة ان مسيرتهم شبابية وليس لها أي علاقة بالمشترك. الى ذلك حذر المبعوث الاممي إلى اليمن جمال بن عمر الأربعاء من أن الفترة المقبلة في البلاد ستكون حاسمة، وستشهد مزيدا من المشاكل والعقبات بشأن تنفيذ التسوية الانتقالية التي تم التوصل إليها، مشددا على أهمية دعم المجتمع الدولي لعمليات الإصلاح والتغيير في اليمن. وفي مؤتمر صحافي بعد اجتماع مجلس الامن الذي قدم له تقريرا بشان اليمن، قال ابن عمر ان الوضع في اليمن مازال هشا للغاية، مشيرا الى ان الحكومة الجديدة تواجه عقبات كثيرة في طريقها لاستعادة سيطرتها على جزء كبير من اراضي البلاد. واضاف "أخبرت مجلس الأمن بأن الوضع في اليمن مازال هشا، ومازالت هناك عقبات كثيرة، وبأن المواطن العادي يشعر بأنه يريد المزيد من الدعم، ويريد وضعا جديدا فيه أمن واستقرار وفرص عمل، وكذلك توفير بعض الاحتياجات الإنسانية والأولية المهمة مثل الكهرباء والمواد الغذائية.. إلخ. هناك تطلعات كثيرة والحكومة تحاول أن تعمل في ظرف صعب جدا وبإمكانيات محدودة جدا". وأعلن ابن عمر أن الرئيس علي عبدالله صالح بحاجة إلى علاج طبي مهم يتحتم عليه تلقيه في الخارج، موضحاً أن الجهود جارية كي يتمكن صالح من الحصول على العلاج. وقال مصدر مسؤل في اليمن ل "الرياض" ان حالة الرئيس صالح غير جيدة وان ترتيبات تجري لسفره الى الخارج لتلقي العلاج. وكان مصدر دبلوماسي قال ان فرنسا واسبانيا رفضت استقبال صالح كرئيس دولة وان الولاياتالمتحدة منحته تأشيرة دخول لكنها ترغب في بقائه مدة في اي دولة أخرى قبل دخوله الأراضي الأمريكية حتى لا يتمكن من الحصول على حق اللجوء السياسي. وكان يجرى مشاورات مع كل من ألمانيا والمغرب بشأن استقباله.