لتكن البداية.. بداية صياغة المستقبل السياسي لأفغانستان عقد مؤتمر برلين الذي تشير التقارير الصحفية الى انه سيعقد يوم الاثنين القادم بعد ان حصل الاخضر الابراهيمي على موافقة أربع مجموعات ستشكل بداية التفاوض الافغاني لتحديد مستقبل بلادهم. ومع أن الذي ظهر من (نتف) معلومات نسبت للسيد الابراهيمي عن هذا المؤتمر، إلا ان تلك المعلومات تشير الى ان اشتراطات التحالف الشمالي قد أجبرت الابراهيمي على أن يكون مقر المؤتمر على أرض اوربا وبعيدا عن الاراضي العربية، وهدف التحالف ابعاد اي شخصية باشتونية قوية عن الاشتراك في المؤتمر، سواء كانت تلك الشخصية ذات علاقة بطالبان او حتى متعاطفة معها، فمؤتمر يعقد في برلين لا يمكن ان يشارك فيه قائد مثل حكمتيار او سياف او غيرهما ممن رفضوا الوقوف في الصف الامريكي ضد الأفغانيين حتى وإن كانوا يختلفون معهم سياسيا وانهم سبق أن طردوا منهم. وهكذا فقد نجح التحالف في ابعاد الشخصيات الباشتونية القوية التي يمكن أن توازي مع الحضور القوي لقادة التحالف من امثال برهان الدين رباني ورشيد دستم، ولا يتبقى سوى ممثلي الملك ظاهر شاه الذي وإن يبدو بالنسبة للتحالف الشمالي غير مرغوب به شعبيا، إلا أن (الشاه) السابق مطلوب غربيا، ويحظى بتأييد لابأس به من الباشتون كما انه قد يكون حلاً وسطاً في ظل المطالبة الباكستانية بعدم تكرار تجربة حكم التحالف الشمالي والتي اعادت للاذهان بقوة اثر الاعمال الانتقامية التي ارتكبها جنودهم عندما عادوا مرة اخرى للعاصمة كابول. السيد الأخضر الابراهيمي يقول ان اقل من ثلاثين مندوبا افغانيا سيحضرون اجتماع برلين، وإنهم سيكونون ممثلين لأربع فعاليات هي فعالية ممثلي الملك ظاهر شاه، وفعالية التحالف الشمالي، وفعالية مؤتمر بشاور الذي عقد قبل أيام وتمثل في فصائل افغانية من الباشتون والهزارة، وأخيرا الفعالية الرابعة والتي تشمل اللاجئين الافغان وأفغان الشتات الذين يقيم الكثير من قادتهم في اوربا والدول الخليجية. هذه الفعاليات بالتأكيد لن تحقق التمثيل الحقيقي والصحيح للشعب الأفغاني، إلا ان مجرد انعقاد المؤتمر يعد نجاحاً لابد أن تتبعه خطوات اخرى فهو كما قال الاخضر الابراهيمي مجرد بداية لعملية طويلة.. فالذي شهدته افغانستان طوال اكثر من عقدين من الزمن يحتاج الى جهد طويل لمعالجة كل ما حصل في تلك السنين والمهم ان تكون نوايا القادة الافغان نوايا صادقة ومحصورة في مصالح شعب افغانستان وليس في مصالحهم.