تعتبر المدرسة البيت الثاني للطفل، وهي البيت الكبير الذي يمر عليه كل أطفال المجتمع ينهلون العلم، ويتعلمون المعرفة، ويحصلون على أسس والقواعد اللازمة لبناء المستقبل، وفوق كل هذا هي جوهر العملية الثقافية والاجتماعية للمجتمع، وتكتسب أهمية خاصة في مجتمعنا؛ لأنها تقوم على الأسس الراسخة التي يقوم عليها هذا المجتمع، ألا وهي قواعد الدين الحنيف والشرع الذي ارتضاه الله لرب العالمين، ومن هنا كانت الأهمية الكبرى للمدرسة في مجتمعنا. لقد عرف أولو الأمر يحفظهم الله هذه الحقيقة منذ البداية، فكان هناك الاهتمام اللامحدود بالعملية التعليمية في مجتمعنا، وكانت الموازنات المخصصة لذلك بالملايين أو بعشرات الملايين، وانتشرت المدارس بأرجاء المملكة شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، ولم تستثن قرية أو بلدة أو حيا ونالت، وما زالت تنال كل أنواع الدعم المادي وغير المادي. نفاجأ من فترة لأخرى بوجود مدارس، وكأنها على هامش ذلك، وهي تعاني من حالات يرثى لها، فمنذ أيام فوجئت بطفلتي تحمل معها خطابا لم يوقع من قبل أي شخص أو هيئة أو مدرسة أو غير ذلك، وفحوى الخطاب هو طلب من ذوي الطفلة التبرع من أجل المدرسة لحالتها البائسة التي وصلت إليها كما يذكر الخطاب، طبعا سنهب كلنا، ونقدم كل ما نملك من أجل مدارس أطفالنا، ولكن لا أظن أننا وصلنا لمرحلة عدم مقدرة الجهات المعنية على صيانة وتحسين وضع المدارس. إن شاء الله لن نصل لهذه المرحلة. التبرع عمل طيب وندعو له على الدوام، ولكننا نتساءل هل فعلاً لن تحل هذه المشاكل إلا بالتبرعات؟ وإذا كان الأمر ذلك فليعلن ذلك على الملأ، ولتطلب التبرعات بشكل رسمي وعبر جهات رسمية بحيث توزع، وتدرس الأمور بشكل نظامي بعيدا عن الارتجال والتصرفات الفردية. أكثر من ذلك وعدت طفلتي بشهادة تقدير إن جلبت تبرعاً، والجميع يعرف أن شهادات التقدير وما شابه تعطى على نشاط الطفلة وتقدمها في المدرسة، وليس على جلبها للتبرعات.نقاط تستحق التأمل واتخاذ ما يلزم، والله الموفق. [email protected]