عندما يكون المصاب جللا.. والفقد عظيما.. تعجز المشاعر عن الوصف ويحتار الكلام وتخجل الكلمات أن تخرج وتكون أصغر من الحدث.. ولكن لا يعجز اللسان عن الدعاء لطيب الذكر.. ولمن كان سببا لرسم البسمة على وجوه الناس. أحببتنا.. فأحببناك تواضعت لنا.. فرفعناك على رؤوسنا استوطنت قلوبنا.. يا أجمل من نزل بها.. فمن أحبه الله أحبه الناس.. تستحق كل دعوة طاهرة في ظهر الغيب .. لما جمع الله لك من سمات الدين والرحمة.. والعطف.. يا من تخصصت في قضاء حوائج الناس.. يا من أديت الأمانة.. وحافظت على رعيتك.. يا من لم نغب عن باله.. وأشركنا راحته يا من اعتلى سماء المجد.. وامتطى سحاب الكرم.. غادرت بجسدك الطاهر وابتسامتك العطرة.. وذكرك باقٍ.. بقلوبنا.. وعقولنا.. وبدعائنا.. لو رأيت مصاب المملكة.. لو رأيت سحابة فقدانك وما أمطرت به من حزن لو رأيت عدد المصلين.. ومن صلى خارج المسجد.. وفي أنحاء العالم.. لاطمأنيت من قولك بأن الدنيا فانية.. ولا يبقى للإنسان إلا العمل الصالح فيها.. سيدي بحسب ما نعرفه عن شخصك وإنسانيتك وطيبتك وعفوك وحلمك يعلم الله أنه وبعد رحيلك اتضح أن ما كنا نعرفه.. ما هو إلا قطرة في بحر مزاياك، فأي قلب هذا الذي يأمر بعلاج المرضى وهو يعالج من المرض.. ويقدم المعونة وهو يطلب المعونة من الله.. ويتابع أحوال الناس.. ويتكفل بحج الكثير من الحجاج.. كم من عمل صالح.. كتبته يمينك وأنت بين يدي الرحمن كنت نموذجاً لما يجب أن يكون عليه المسلم المؤمن الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه ومن جعل من قول الله تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} نبراساً يقتدي به، وحافزاً على البذل لخدمة المجتمع وتوفير العيش الكريم. كيف لا يكون هذا القلب.. قلب سلطان وهو القائل: إن العمل الخيري والإنساني الذي نتشرف بالقيام به لوجه الله تعالى، يتطلب بذل الجهود الصادقة والمخلصة، وتسخير كل الإمكانيات ليؤدي هذا العمل النتائج الإنسانية المرجوة منه. كيف لا يكون هذا القلب.. قلب سلطان وهو القائل: الذي أحب أن أؤكده أنني لا أرد طلباً تليفونياً أو كتابياً أو لقاء من أي كان رجلاً أو امرأة بواسطة أو بغير واسطة لأنني أعتبر نفسي خادماً لهذه الأمة. لا نرى عملاً من أعمال الخير ومشاريع البر في أرجاء العالم إلا وتمتد لها يدك الكريمة بكل سخاء. أعمال سجلتها لتكون منهجاً راسخاً لمفهوم الإنسانية على الوجه الصحيح، نقشت بأياديك المباركة تاريخاً بأحرف من النور ستبقى في صفحتنا الأولى ما حيينا. كم نبكيك يا قلبا تفطر على حب الخير.. كم نبكيك يا بسمة زرعت الحب.. نم قرير العين.. كفيت ووفيت.. فما أجمل صنائعك وما أجمل مكارمك الخالدة.. سبحان الذي يحيي ويميت.. وهو حي لا يموت.. فجزاك الله عنا خير الجزاء على ما قدمته للأمة الإسلامية أجمع، وأن يجعل ما أنفقت يمينك رفعة لمنزلتك يوم الدين.. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها.. اللهم إنه صبر على البلاء فلم يجزع فامنحه درجة الصابرين.. اللهم اجعل ما أصابه تكفيراً له.. اللهم أنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين.. اللهم أطعمه من الجنة وأسقه من الجنة وأره مكانه من الجنة وقل له ادخل من أي باب تشاء.. اللهم اجمعنا به في الجنة.. كما عهدناه.. بابتسامته الجميلة.. يقول الطفل (أمير سلطان أنا أحبك).. (وتقول وأنا أحبك بعد).. يشهد الله أننا جميعاً نحبك. سلطان.. نستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.. مشعل بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ