عمّت الأفراح السعودية أرجاء الوطن الكبير إثر تحقيق المنتخب الوطني أولى ثلاثة نقاط في مشواره العالمي سعياً للوصول لبوابة كأس العالم 2014، ثلاث نقاط اقتنصها الأخضر السعودي من أمام الكتيبة التايلندية المتواضعة تاريخياً والتي لا توازي الأفراح التي اُطلقت بعد نهاية اللقاء وما صاحبه من تضخيم حجم الانتصار، الأمر الذي ربما ينعكس سلباً على لقاء مفترق الطرق مساء الغد أمام عمان، إذ يسعى المنتخب العماني للظفر بالنقاط الثلاث وتعزيز موقعه في المجموعة، ربما نلتمس العذر ونختلق المسببات التي كانت خلف الأفراح العارمة، بعد أن فقد الأخضر هويته في اللقاءات الماضية وبات يظهر بمستوى مهزوز ومتواضع ونتائج مخيبة للآمال قبل تحقيق النقاط التايلندية التي أعادت جزءاً من الثقة المفقودة والهيبة المندثرة وبزوغ ملامح تكتيك المدير الفني الهولندي فرانك ريكارد بإشراف ومتابعة مستمرة من الأمير الطموح الممزوج بالأمل والتفاؤل لمستقبل سعودي رياضي رائع ومميز يعكس خفايا العمل الدؤوب والجاد داخل منظومة الاتحاد السعودي لكرة القدم، في لقاء تايلند ظهرت ملامح الإدارة المحنكة والعادلة بعد حرمان الثلاثي حسن معاذ وأحمد عطيف ونواف العابد من مكافآت الفوز على تايلند بعد خروجهم عن الإطار الأخلاقي بأحداث مؤسفة واستفزازية صاحبت نهاية اللقاء تتطلب المزيد من الحكمة والخبرة والدماثة، وإن كان الأخير يستحق عقوبة مضاعفة، بعد أن كاد يحرج زملاءه باستحقاقه للبطاقة الحمراء إثر دخوله العنيف مع المدافع التايلندي إذ تتطلب تلك المواقف هدوء الأعصاب بعيداً عن الغرور والكبرياء كما حدث مع اللاعب الواعد نواف العابد، بعد أن رفض الإنصات لحديث زملائه في إشارة صريحة لمكابرته وعدم اهتمامه بمن حوله، الأمر الذي ربما يكتب رواية بعنوان (بداية النهاية)، لقاء الغد يتطلب مضاعفة الجهود واحترام الخصم إذ تبدو فرصة المنتخبين متكافئة إلى حد كبير للوصول للمرحلة النهائية من التصفيات وإن كانت الأفضلية للمنتخب العماني عطفاَ على اللقاء الأخير للمنتخبين، إذ سيلاقي الأخضر السعودي في آخر لقاءاته المنتخب الأسترالي على أرض الأخير، بينما يلاقي عمان على أرضه المنتخب التايلندي في نهاية لقاءات المجموعة.
