من المخجل جداً، أن تتورط جامعة الدول العربية في مبادرات مع طاغية لم يشهد التاريخ له مثيلاً، لأنها بذلك تعطي كل جرائمة الفظيعة غطاءً عربياً رسمياً. وربما الدم العربي للمواطن العربي هيِّنٌ ورخيص عند الجامعة إلى درجة تساوم فيها مَنْ يهدره، وتستقبله في مطاراتها وتجلس معه على طاولة واحدة، وتعطيه مهلة وراء مهلة، لكي يذبح المزيد! هل هناك عاقل يصدق بأن نظاماً سفاحاً يقتل من شعبه الرضع والأطفال والنساء والعجائز، سيتراجع ويسحب القتلة من الشوارع ويتيح للمتظاهرين أن يستمروا في تظاهراتهم إلى أن يسقط الرئيس؟! إنَّ من فكَّر بهذه المبادرة لا شك يحمل بدل المخ، بالونة هواء. وأكيد أن هذه الهواء خرج فاسداً، ليخنق مزيداً من أبرياء سوريا. ولا بد هنا، من حلول عاجلة لإنقاذ هذا الشعب الشجاع، الذي سجل أروع التضحيات في العصر الحديث، فلم يجبن ولم يتراجع، دافعاً في سبيل حريته، دماءه الغالية الطاهرة. اليوم، ونحن في مناسبة تسيل فيه دماء الأضحيات، وترتفع فيه تلبيات الحجيج، ندعو المولى عز وجل، أن يعجّل في نهاية كل ظالم، وأن يتقبل كل ضحية من ضحايا الثورة العربية على الظلم والظالمين، إنه على ذلك قدير. كل عام والعرب بلا دماء!