لا أجد كثيراً من الوقت للقنوات التلفزيونية لمشاهدة برامج معينة أو متابعة الأفلام، إلا أنني استطعت مؤخراً أن أشاهد الفيلم العربي «الهفوة» لأحمد زكي ويسرا والذي وجدت نفسي مشدودة إليه بسبب عنوان الفيلم وحكايته التي تلامس الواقع كثيراً.. ذلك الواقع المليء بالأحزان والألم والصور المشروخة والغامضة! تتلخص الحكاية في أن بطل الفيلم «أحمد زكي» متزوج وله طفلة في السادسة من عمرها ويعيش في منتهى السعادة مع زوجته وابنته.. ثم يحدث أن تسافر زوجته لبضعة أيام فيقع في قصة حب جارفة مع أخرى مطلقة هي «يسرا» وتنتهي الحكاية بزواجه منها بدون علم زوجته الأولى ثم يجد نفسه في صراع مستمر ما بين رغبته في زوجته الأولى وابنته وضمان استقراره العائلي وما بين تلك الزوجة الجديدة.. فيجد الحل في النهاية وبمنتهى السهولة هو أن يعلن للمرأة الجديدة أنه لا يستغني عن زوجته وابنته فتجن المرأة ويحدث بينها وبينه الكثير من الشجار والنتيجة أنها أجهضت مرة ثم حاولت الانتحار مرة أخرى ثم أصبحت تراجع طبيباً نفسياً لحل مشكلتها.. أما الرجل سبب المشكلة فيعود إلى منزله وكأنما لم يحدث شيء، كانت تلك المرأة مجرد هفوة في حياته وانتهى منها.. أما الزوجة الأولى فهي سعيدة بعودته ولا بد لها من أن تحافظ على بيتها وتحارب تلك المرأة الجديدة التي خطفت زوجها!! أما الأخرى فهي تعاني مرارة شديدة.. وليس أصعب من أن تكتشف امرأة بأنها كانت ضحية لرجل وجدها أمامه ليتسلى بها بدلا من أن يمارس إحدى هواياته المفضلة أو ينام وحيدا تلك الليلة! تنتهي أحداث الفيلم ولا تنتهي حيرتي في حال بعض الرجال الذين ينظرون للمرأة على أنها مجرد دمية تصلح لملء أوقات الفراغ.. وحال بعض النساء اللاتي يندفعن وراء عاطفتهن بلا حدود ويعطين بلا حساب للمستقبل أو معرفة جيدة لذلك الطرف الآخر فيما إذا كان يستحق أم لا؟! تبدو القضية شائكة وبحاجة إلى مزيد من التحليل والدراسة. وفي هذا السياق تذكرت عبارة جميلة وطريفة في الوقت ذاته قرأتها للأديبة غادة السمان: «لا تركضي خلف الرجل ولا خلف الباص، لأن غيرهما سيمر بعد قليل!». email:[email protected] الرياض ص.ب: 61905 رمز بريدي: 11575