هناك حقائق كثيرة من الممكن البوح بها فيما بيننا أو أمام المرآة حين نختلي بأنفسنا.. لكننا نتحاشى كثيرا البوح بها أمام الملأ لكي يطلع عليها كل من استطاع القراءة.. وتتفاوت نسبة تلك الحقائق التي نخفيها عن الآخرين من فرد إلى آخر. قلت في المقال السابق تعليقا على تلك اللقاءات مع زوجات المشاهير والشخصيات الهامة أنها كانت في معظمها قريبة إلى المثالية وبعيدة كثيرا عن الواقع.. هذا ما شعرت به حقيقة.. وقد أعاد ذلك إلى ذاكرتي مقالا قرأته لا أتذكر لمن .. يقول فيه الكاتب: «إن الآباء جميعا حين يحثون أبناءهم على الاجتهاد في المذاكرة يقول أحدهم لابنه : خذني أنا قدوة لك، لقد كنت الأول على فصلي دائما» ويقول الكاتب معلقا: «إذا كان الآباء جميعا دون استثناء ترتيبهم الأوائل دائما فمن إذاً كان ترتيبه الأخير أو قبل الأخير فيما بينهم» بمعنى «خذ وخل» وعليك الفهم عزيزي القارئ! وعلى النقيض تماما من تلك اللقاءات التي تحدثت عنها أتذكر تحقيقا صحفيا قرأته ذات مرة في إحدى المطبوعات.. يطرح التحقيق سؤالا على مجموعة من الزوجات: هل زوجك هو فارس أحلامك حقيقة؟! وكانت إجابة جميع من استضافتهن المطبوعة «لا». إذ إن معايشة التفاصيل اليومية للحياة تفرض على الزوجين أموراً كثيرة صعبة لا بد من مواجهتها ولا بد من تأثيرها بشكل أو بآخر.. ومهما يكن بين الزوجين من مودة وتفاهم وانسجام فلا بد أن يختلفا على أمر أو آخر ولا بد أن تظهر في كل منهما عيوب كانت موجودة فيه أصلا أو ظهرت بعد ذلك مع الكثير من المواقف والضغوط اليومية .. إضافة إلى أن سلوك الإنسان عرضة للتغيير والتبدل مع مرور الأيام ولا بد أن تمر به لحظات من التعب أو الملل من طاحونة الحياة التي لا تنفك تدور وتدور .. وتدور ..! أخيرا، ليست هذه دعوة للنكد أو التبرم أو التمرد على شريك الحياة.. لكنها دعوة للنظر في حقائق الأشياء وليس إلى ظواهرها! Email:[email protected] ص ب 61905 الرياض الرمز البريدي 11575