(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) انتقل إلى رحمة الله تعالى مساء يوم الاثنين الموافق 20/8/1422ه الشيخ عبدالعزيز بن سليمان المقيرن عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عاما وقد صلي على الفقيد بعد صلاة العصر وكان في مقدمة المصلين صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي عرف عن سموه المشاركة في مواساة المواطنين كعادة سموه وفقه الله وأبقاه ذخرا وملجأ للوطن والمواطنين. والفقيد هو أحد وجهاء مدينة الرياض وقد أمضى سنين عمره بسجل حافل بالتقى والصلاح والصدق والأمانة وإصلاح ذات البين وما يتمتع به الفقيد رحمه الله من مكارم الأخلاق وحسن المعاملة الصادقة، وللفقيد رحمه الله مساهمة فعالة فيما يتعلق بالمؤسسات والشركات المساهمة منها شركة كهرباء الرياض وضواحيها التي منذ تأسيسها كان والد الفقيد الشيخ سليمان هو أحد المؤسسين وابنه عبدالعزيز عضده الأيمن، وبعد ان ترك والد الفقيد عضوية الشركة اصبح الشيخ عبدالعزيز عضوا في مجلس الادارة، وللفقيد من الأعمال الخيرة التي لا تحصى والتي يبذلها سرا ابتغاء وجه الله فهو لا يحب المجاهرة بها أو الإعلان عنها فكان يعطف على الفقراء والمساكين، والفقيد رحمه الله يعتبر عمدة أسرة آل مقيرن فهو حريص على جمع شمل إخوانه وأقاربه ويعاملهم جميعا كما يعامل أبناءه ويحب لهم ما يحب لنفسه فهذه خصاله الحميدة التي يتمتع بها وعرف بها. كما أن الفقيد رحمه الله من أوائل المؤسسين للغرفة التجارية بالرياض وقد جاء في المقابلة التي أجريت معه في مجلة (تجارة الرياض) في العدد 464 لشهر صفر 1422ه في ملتقى جامع للوفاء والتكريم من الصفحة 28 الى الصفحة 35 التي جاء فيها: (الشيخ عبدالعزيز المقيرن المؤسس.. كيف لشاب في مقتبل العشرين وفي ذلك العهد الذي اتسم بضيق ذات اليد وتواضع الإمكانات المادية أن تتنازعه مثل تلك الهموم العامة والكبيرة.. وهي تكاد تلامس حلم المؤسس الأول وصاحب أكبر الأرصدة في تاريخ هذه الغرفة الشيخ عبدالعزيز بن سليمان المقيرن عندما قال لأصحابه وزملائه: نريد ان تكون غرفة الرياض الأكبر والأعلى قامة بين جميع الغرف التجارية في المنطقة العربية). كما جاء في المقابلة أيضا انه رحمه الله قام بشراء الأرض التي على شارع الملك فيصل وبعد ان قام بشرائها باسمه قام بتحويلها باسم الغرفة التجارية مع أن أقيامها قد ارتفعت الا ان اهتمامه كان منصباً على مصلحة الغرفة التجارية. كما جاء في الصفحة (34) في المقابلة التي أجريت معه حيث قال رحمه الله: (فكرت أن أوظف مبلغاً من المال كان متوفراً للغرفة من خلال التوسع الذي بدأ يواكب اعمالها بعد انتقال المقر إلى الفيلا بشارع الخزان واشتريت فيلا تقع جنوب شارع التلفزيون كانت مساحتها 3005 متر في 25/6/1393ه بتكلفة بلغت ثلاثمائة وستين ألف ريال (360000) ريال وقد باعتها الغرفة في 30/2/1399ه بمبلغ خمسة ملايين (000.5000) ريال وبذلك فقد بلغ مجموع ما استثمرناه من مال في سعينا لإيجاد الموارد المالية للغرفة مبلغ ثمانمائة وسبعة وتسعون ألفاً وخمسمائة واثنان وسبعون (572.897) ريال وهي عبارة عن قيمة الارض والفلتين وقد بيعت بقيمة إجمالية بلغت اربعة وعشرون مليون وستمائة الف (600000.24) ريال وهي اموال كبيرة بمقياس ذلك الوقت وقد ساعد ذلك على تنفيذ العديد من الافكار الطموحة في تثبيت وترسيخ القواعد الأساسية الأولى لتجربة الغرفة وهو ما مكن الغرفة من شراء الأرض التي أقامت عليها مقرها الحالي). وإنني أقول إن هذا الذي أوردناه هو قليل من كثير بذله الفقيد رحمه الله في سجله الحافل عند تأسيس الغرفة التجارية بالرياض وكذلك ما بذله من أعمال خيرة التي هي لوجه الله تعالى، ولا ننسى جهود الاخوة الكرام زملاء الفقيد في وقت تأسيس الغرفة وضحت أسماؤهم في مجلة تجارة الرياض خلال حفل الملتقى في العدد (464) في وقت لم تكن الإمكانيات موجودة كما هي الآن ومع تقديري واحترامي لما قام به أعضاء مجلس الغرفة التجارية الذين اكملوا مسيرة البناء في هذه الغرفة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من تقدم وازدهار وكان رؤساؤها وأعضاؤها مضرباً للمثل في الجد والاجتهاد مكملين مسيرة الرعيل الأول، فإنني عبر هذا المقال أطلب من الإخوان الكرام سعادة رئيس مجلس إدارة الغرفة الشيخ عبدالرحمن الجريسي وزملاؤه أعضاء المجلس الذين قاموا بدور متميز في تقدم الغرفة أن يطلق على قاعة رجال الاعمال الموجودة بالغرفة اسم الفقيد لتصبح قاعة الشيخ عبدالعزيز بن سليمان المقيرن وفاء وعرفانا لما قدمه وبذله الفقيد رحمه الله في تأسيس هذه الغرفة. رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه وأصدقاءه الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون). ولو كانت الدنيا تدوم لأهلها لكان رسول الله حياً مخلدا