سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشيخ المقيرن (يرحمه الله ) في آخر حديث قبل وفاته: صعوبات واجهت تأسيس غرفة الرياض .. وسماحة المفتي أول من بشرني الأمير سلمان يرعى احتفال غرفة الرياض بمناسبة مرور خمسين عاماً على إنشائها
تواصل الغرفة التجارية الصناعية بالرياض استعدادها للاحتفال بيوبيلها الذهبي والذي سيقام بتشريف ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض يوم الأحد 12/4/1431ه، وعبّر الأستاذ عبدالرحمن بن علي الجريسي رئيس مجلس إدارة الغرفة عن شكره وتقديره لسمو الأمير سلمان لموافقته الكريمة على رعاية وتشريف حفل الغرفة بهذه المناسبة الغالية، وقال إن الغرفة تسجل بكل الوفاء والاعتزاز عطاءات سموه ودعمه اللامحدود وتشجيعه الدائم لها منذ تأسيسها وحتى اليوم، بل إن تأسيسها نفسه كان بتشجيع وتحفيز من سموه، وهو ما أعطى دفعة قوية لجهودها وأنشطتها، ومكنها من تقديم خدماتها للقطاع الخاص وتمثيله على النحو الفاعل، حتى أصبحت تستقطب 67 ألف مشترك. بدايات المساعي الفعلية وتعود بدايات فكرة التأسيس على يد الشيخ عبدالعزيز المقيرن يرحمه الله وحيث تحدث في آخر لقاء صحفي مع مجلة تجارة الرياض قبل وفاته عن قصة التأسيس حيث ذكر ان مساعي تسويق وترويج الفكرة لم تكن ميسرة لكن القناعة والإيمان بجدواها وأهميتها كانت هي الغالبة في أوساط التجار فقال - التقطنا أول خيط لبداية خطوات المتابعة مع الجهات الرسمية من خلال اقتراح لمعالي وزير المالية آنذاك على التجار في الرياض بأن يعملوا على أن تكون لهم غرفتهم الخاصة ... فبادرنا على الفور بإعداد خطاب بتاريخ 18/6/1372ه إلى مقام ولي العهد حينذاك صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالعزيز- يرحمه الله – عرضنا فيه رغبتنا في إنشاء غرفة تجارية بالرياض ... وقد كتبت الخطاب بخطي ووقعه السادة: سعد التخيفي ، سعد بن سعيد ، سليمان الغنيم ، ( الوالد ) سليمان المقيرن ، صالح الراجحي ، صالح بن عبدالقادر ، عبدالعزيز الحقباني ، عبدالعزيز ومحمد الجميح ، محمد بن سيار وأخوانه ، محمد الصانع ، محمد وصالح الصالح ، محمد المصيريعي ( رحم الله الأموات وأمد في عمر الأحياء ) وأعطينا صورة من الخطاب إلى معالي وزير المالية للإحاطة بمضمونه. وتفضل سمو ولي العهد بالإجابة على خطابنا ببرقية خطية وجهها لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز – أمير منطقة الرياض حينذاك يحفظه الله – بتاريخ 16/1/1372ه (مازلت أحتفظ بصورتها ) ويقول فيها إن نظام الغرف التجارية يدرس الآن في مجلس الشورى وسوف يزوده بصورة منه عند انتهائه. ويضيف المقيرن – رحمه الله - بعد مرور بعض الوقت على هذه الخطوة اقترحت على زملائي ضرورة أن لا يتوقف مسعانا وأن نجدد الطلب والاتصال مع الجهات التي يمكن أن تسند مسعانا ... وأبدى الجميع موافقتهم وكلفوني بمتابعة الموضوع. ولم يكن أمامي سوى أن أتوجه لمقابلة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لما عرف عنه منذ ذلك العهد من قربه لوجدان المواطن واستعداده الدائم لتبني مثل هذه المبادرات فذهبت لمقابلة سموه وعرضت عليه. يحفظه الله. رغبتنا في أن يكون لمدينة الرياض غرفة تجارية وشرحت لسموه مايبديه بعض التجار من تخوف بأن تكون الغرفة بمثابة محكمة تجارية وطلبت الاستفادة برأيه فيما يجب أن نقوم به فنصحني سموه بمقابلة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم.مفتي الديار السعودية.يرحمه الله. الشيخ عبدالعزيز المقيرن يرحمه الله وقبل التوجه إلى سماحته رأيت أن من الأفضل أن أحمل معي نسخة من نظام غرفة مكة وقابلت سماحته وشرحت له الأمر ، وقلت : إن الغرفة ستعمل على تسوية أي مشكلة تنشأ بين تاجر سعودي وتاجر أجنبي وستعمل على حماية مصالح التجار والاقتصاد السعودي وسلمته نسخة من نظام غرفة مكة وأتذكر أنني قلت لسماحته – يرحمه الله – ( احذف ما تريد من هذا النظام حتى ولو أبقيت لنا اسم الغرفة التجارية ) وأمهلني أسبوعاً لتلقي رأيه في الأمر وعندما عدت إليه بعد انقضاء الأسبوع بشرني سماحته بموافقته وثنائه على المسعى فرجعت سعيداً لإبلاغ سمو الأمير سلمان بما دار مع الشيخ محمد بن إبراهيم، فأبدى سموه ارتياحه وسروره لهذه الخطوة. أولى خطوات التأسيس ويرصد الشيخ المؤسس عبدالعزيز المقيرن يرحمه الله ما تلا ذلك من خطوات حيث يذكر انه تنفيذاً لتوجيه سمو الأمير سلمان أعددنا خطاباً موجهاً إلى معالي وزير التجارة في 6/4/1381ه ووقع عليه ما يزيد على 30 تاجراً ( وعلمت فيما بعد أن أحد التجار – يرحمه الله – اعترض على المشروع لدى صاحب الجلالة الملك سعود يرحمه الله ) مما تسبب في وقف سير المعاملة... فذهبت لزيارة معالي وزير التجارة بالإنابة حينها الشيخ عبدالله الطريقي (يرحمه الله ) الذي وعد بإيضاح الأمر لجلالة الملك سعود ، ثم صدر الامر السامي الكريم في 8/5/1381ه بالموافقة على إنشاء الغرفة التجارية الصناعية بالرياض . تشكيل أول مجلس للإدارة وعن بداية ميلاد أول هيكل مؤسسي لإدارة الغرفة قال عبدالعزيز المقيرن: يوم الخميس 8/6/1381ه اجتمعنا كمجموعة من التجار تضم كلاً من : صالح الحميدان ، صالح الراجحي ، عبدالرحمن المشعل ، عبدالعزيز بن نصار ، عبدالعزيز المقيرن ، عبدالله السعدي ، عبدالمحسن السويلم ، عمر العقاد ، محمد سعيد باغفار ، محمد الصانع ، محمد العريفي ، محمد الهدلق ، وقمنا بزيارة إلى وكيل وزارة التجارة آنذاك الأستاذ عمر عبد القادر فقيه . وقد أبدى سعادته موافقة الوزارة على أن يكون هؤلاء المذكورون أول مجلس إدراة للغرفة – وفي الاجتماع نفسه تم انتخاب عبدالعزيز المقيرن ( رئيساً ) وعبد المحسن السويلم (نائباً للرئيس ) وقد أثنى سعادة الوكيل على الجميع وتمنى لهم التوفيق ووعدهم بمؤازرة الوزارة للغرفة في كل ما يخدم الصالح العام. مرحلة التأسيس واستطرد ( المقيرن ) : معروف أن الإمكانات المادية في ذلك الوقت كانت شحيحة فاستأجرنا شقة صغيرة على شارع الثميري وتعاقدنا مع اثنين من الموظفين في بادئ الأمر، ثم بعد ذلك تم تعيين السيد عاطف الدجاني أميناً عاماً وباشر عمله في أواخر العام 1381ه واستمر في عملة إلى أن استقال في 30/2/1385ه . وحول مبلغ الإيجار ومصاريف التأسيس يذكر الشيخ المقيرن يرحمه الله أن وزارة التجارة دفعت في السنة الأولى مبلغاً وقدره حوالي 24 الف ريال ، وطلبت من الزملاء في المجلس بأن نتولى نحن دفع مصاريف التسيير لعام أو عامين ، وبادرت بفتح حساب للغرفة في البنك الأهلي وأودعت من مالي الخاص مبلغاً قدره 5 آلاف ريال في 19/6/1381ه كسلفة سددت لي منها 3000 ريال في 18/1/1383ه بموجب شيك وسدد الباقي بشيك في 16/6/1383ه ، وقدم كل واحد من الأعضاء سلفة مقدارها الف ريال ، وهم : صالح الحميدان ، عبدالعزيز بن نصار ، عبدالمحسن السويلم ، عبدالله السعدي ، محمد الصانع ، محمد الهدلق ، عمر العقاد . أما محمد سعيد باغفار – يرحمه الله – فقد أقرض الغرفة 963,65 ريالاً قيمة لوازم وأثاث . مبنى الغرفة القديم في شقة بهذه العمارة محاولات إيجاد الموارد وحول كيف استطاعت الغرفة في سنواتها الأولى أن تنمي مواردها الذاتيه لمواجهة التزاماتها في خدمة قطاعات التجار يذكر الشيخ المقيرن : كانت الظروف صعبة وقد بذلنا جهوداًً كبيرهة للمواءمة بين متطلبات تطوير الغرفه وإيجاد الموارد اللازمة ،واذكر أن أول محاولة كبيرة بمقاييس ذلك الوقت في اتجاه إيجاد مورد مالي للغرفة عندما اشتريت من الشيخ عبدالعزيز الموسى أرضاً كان يملكها تقع على شارع الملك فيصل في الجهة الشمالية ( شارع الوزير ) مقابل محل المطلق مساحتها حوالي 4536 متراً مربعاً بسعر المتر 70 ريالاً في أواخر عام 1386ه بقيمة اجمالية 317,572 ريالاً وكتبت ملكيتها في 7/3/1387ه ... وكان تصوري في تلك الفترة بأن الغرفة ستتمدد مهامها وأهدافها وستكون وظائفها أكثر وضوحاً مع الزمن مما يستدعي وجود مقر يتسع لتطلعات جميع قطاعات الأعمال ، وعندما عرضت الأمر على الأخوان في المجلس رأى بعضهم أن هذه المساحة كبيرة قد لا تحتاج لها الغرفة وبعضهم استصعب توفير قيمة الأرض حتى ان أحدهم ، قال : تكفينا من هذه الأرض 500 متر فقط ، ولقناعتي الأكيدة قمت بإتمام شرائها وقلت للزملاء في ذلك الاجتماع : نحن نريد أن تكون غرفة الرياض أفضل غرفة في العالم العربي ، ونريدها غرفة مهيأة بكل شيء تضم معاهد للتدريب وللمحاسبة والإدارة وكل المهن التي نحن بحاجة إليها وأن نقيم مكتبة اقتصادية ضخمة وتكون مرجعاً لكل الراغبين ، وعندما شعرت بأن الاتجاه العام في المجلس يميل إلى عدم جدوى هذه الأرض قلت : أنا أمهلكم لستة أشهر، فإذا وافقتم واقتنعتم تكون الأرض للغرفة واستوفي المال بالتدريج فيما بعد وإذا لم تقتنعوا فتتركوا الأرض لي ... وبعد ستة أشهر كانوا قد اقتنعوا بالأرض وكانت أعمال الغرفة قد زادت وتوسعت وتوفر المال الذي مكننا من تسديد قيمة الأرض ... وبفضل الله باعت الغرفة هذه الأرض بسعر المتر 3000 ريال وبلغت قيمتها 13,610,250 ريالاً . فيلا شارع الخزان ويذكر الشيخ المؤسس عبدالعزيز المقيرن انه حتى عام 1389ه ظلت الغرفة في شقتها الصغيرة بشارع الثميري ، وعندما كنت في اجتماع للمجلس البلدي بصفتي عضواً فيه وكان الاجتماع ينعقد بفيلا على شارع الخزان لها صالة واسعة ومساحتها 515 متراً رأيت انها تصلح كمقر مؤقت للغرفة بدلاً من الشقة فقررت أن أشتريها فسعيت لذلك حتى تم ما أردت بمبلغ 220,000 ريال ... ثم أخبرت الأمين العام صالح الطعيمي وكنت قررت أن لا أخبر أحداً قبل إتمام الشراء حتى لا يعرف صاحبها الغرض من الشراء فيرفع السعر وقلت لنفسي إذا لم يرغب الزملاء في المجلس فسأبقيها لنفسي ، وأطلعت الأخوين عبدالمحسن السويلم وصالح الحميدان في البداية اللذين أعجبا بها ثم عرضتها على مجلس الإدارة فوافق ولعدم توفر المال الكافي بالغرفة سددت العجز وقدره 88,873,83 ريالاً كسلفة ... وبعد مدة نزعت أمانة مدينة الرياض ملكية الفيلا لصالح توسعة الشارع المجاور وتم تعويض الغرفة بمبلغ قدره 6,006,670 ريالاً بموجب شيك بتاريخ 6/3/1399ه بعد أن انتقلت الغرفة إلى المبنى المؤقت جوار المقر الحالي . فيلا جنوب شارع التلفزيون ويذكر الشيخ المقيرن يرحمه الله انه في عام 1393ه فكرت أن أوظف مبلغاً من المال كان قد توفر للغرفة من خلال التوسع الذي بدأ يواكب أعمالها بعد انتقال المقر إلى الفيلا بشارع الخزان واشتريت بالمبلغ فيلا تقع جنوب شارع التلفزيون كانت مساحتها 3005 أمتار وذلك في 25/6/1393ه بتكلفة بلغت 360 ألف ريال ، وقد باعتها الغرفة في 30/2/1399ه بمبلغ 5 ملايين ريال ، وبذلك فقد بلغ مجموع ما استثمرناه من مال في سعينا لإيجاد الموارد المالية للغرفة مبلغ 897,572 ريالاً هي عبارة عن قيمة الأرض والفلتين ، وقد بيعت بقيمة إجمالية بلغت 24,6 مليون ريال وهي أموال كبيرة بمقاييس ذلك الوقت وقد ساعد ذلك على تنفيذ العديد من الأفكار الطموحة في تثبيت وترسيخ القواعد الأساسية الأولى لتجربة الغرفة ، وهو ما مكن الغرفة من شراء الأرض التي أقامت عليها مقرها الحالي. وقد تفضل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – وأمر بضم الشارع الذي يتوسط هذه الأرض ومساحتها 1060 متراً بحيث بلغت جملة مساحة أرض الغرفة الحالية 9176,51 متراً .