على غير عادة الأطفال الذين يلتهون ببرامج من نوعية معينة تجلب لهم الفرح والسرور في هذه السن المبكرة التي تعتمد على المرح واللعب، قضت فتيات في عمر الأطفال، عمر الزهور أوقات عصيبة ومؤلمة في متابعة وداع بابا سلطان كما أسميناه، كانت الدموع حاضرة تشارك الأهل في أدبيات الحزن المنطقي في وداع رجل البذل والعطاء فمن يستطع منع دمعة نزلت في وداع رجل كريم؟ وداع مهيب بأسلوبها البسيط قالت غادة الشمري (طالبة في المرحلة الابتدائية) لم أصدق أن الأمير سلطان ارتحل عنا، فقد كان موجوداً بيننا بعطائه وكرمه المتناهي وبمواقفه الإنسانية، كان مشهد مواراته الثرى مشهداً مهيباً لم أتمالك نفسي وأنا أرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله متأثراً لوفاة شقيقه الأمير سلطان، فانطلقت مني دمعة تجاري دموع أهلي الذين تركوا كل شيء وتجمهروا لوداع الوالد بابا سلطان رحمه الله رحمة واسعة وجعل مثواه الجنة. مكانة مرموقة حياً وميتاً طبت حياً وميتا هكذا أعربت الطفلة غالية العبدالله عن مشاعر الحزن التي انتابتها وهي تشاهد جثمان الأمير سلطان وهو يوارى الثرى حيث تقول: الأمير سلطان رحمه الله كان محبوباً من الجميع لابتسامته الدائمة ولمواقفه الإنسانية الكثيرة في مساعدة الأطفال والمحتاجين، وهذا ما جعل له مكانة رحمه الله في حياته وبعد مماته، حيث شاهدنا الزعماء وممثلي الدول وعدد كبير من المواطنين يقدمون العزاء في وفاته وهذا دليل على مكانته في نفوس شعبه والعالم أجمع، رحمه الله رحمة واسعة والعزاء لنا جميعاً بفقد رجل البذل والعطاء والإنسانية. أما وضوح الشيحي فقد قالت: دموعنا لا تكفي في وداع رجل مهم ومؤثر مثل الراحل الكبير الأمير سلطان رحمه الله، فقد كان خير معين لأطفال العالم الذين أحبوه وبادلهم الحب بالحب رحمه الله، ومواقفه رحمه الله كثيرة مع الأطفال في تواضعه ورحمته، الكل يتذكر موقفه مع الطفل اليمني الذي ألقى قصيدة أمام سموه رحمه الله فأمر له بالنقود والهدايا، وهذه عادته مع كل الأطفال الذين يقابلهم في المناسبات العامة حيث يقدم لهم الهدايا ولأسرهم كذلك، أما جمعيات الأطفال الخيرية فحدث ولا حرج حيث تشهد سجلاتها بدعم سموه رحمه الله. وعزائي لخادم الحرمين الشريفين ولسمو الأمير نايف وللأسرة المالكة والشعب السعودي ولكل أطفال العالم. كيف لا نبكيه؟ وفي ذات الحزن نثرت حصة الحماد (الابتدائية الأولى للبنات برفحاء) دموع الحزن والبراءة في وداع الراحل الكبير وقالت: كيف لا أبكي رجلاً بقامة الأمير سلطان رحمه الله؟ كيف لا نبكي رجل الإنسانية والعطاء الذي بذل كل ما لديه للمحتاجين والضعفاء؟ كيف لا نبكيه وهو الذي نذر نفسه لخدمة بلده ومواطنيه في كافة المجالات والمواقع الحكومية؟ كيف لا نبكي رجل العلم الذي ساهم في تأليف أكبر موسوعة عربية وإسلامية؟ كيف لا نبكي تلك الابتسامة التي ارتسمت على محياه الأغر طوال سنين عديدة؟ ثم تختم قائلة:لقد تركت ألعابي وبرامجي المفضلة وأخذت أتابع وفاة والدي بابا سلطان، ودموع الحزن شاهدة على الألم الذي يعتصرني، رحمك الله يابابا سلطان فقد كنت البلسم الشافي لأطفال العالم، نسأل الله أن يجمعنا بك في جنات النعيم. صلاة الغائب دعوت له في صلاتي، وصلى عليه صلاة الغائب والدي وأشقائي، بهذه المشاعر الفياضة بدأت طيف الخشرم قصة الحزن في وداع فقيد الإنسانية الأمير سلطان رحمه الله حيث تقول: في كل معظم جوامع ومساجد المملكة تقريباً أقيمت عليه صلاة الغائب، أهل هذه البلاد الطاهرة توجهوا بالدعاء له، وأنا وزميلاتي وقريباتي دعونا له في صلواتنا، نحن نحبه لأنه يرعى الأطفال ويمازحهم ويتواضع معهم فمن الطبيعي أن نقابل الحب بالحب والرحمة بالرحمة. ونعزي أنفسنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وأشقائه أصحاب السمو الأمراء والشعب السعودي بوفاة الأمير سلطان تغمده الله بواسع رحمته وغفرانه. اللهم أبدله داراً خيراً من داره وختمت الطالبة موضي الربع (المرحلة الابتدائية) حديث زميلاتها حيث رفعت يديها وتوجهت للقبلة وقالت: اللهم أرحم عبدك سلطان كما رحمنا. اللهم كما خفف عن أطفال العالم فخفف عنه وارحمه وأغفر له. اللهم أبدله داراً خيراً من داره. اللهم اجعل مثواه الجنة مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. اللهم وأحسن عزاءنا جميعاً بفقده، وألهم خادم الحرمين الشريفين وجميع أشقائه وأخوانه وأولاده وبناته وأحفاده والأسرة الكريمة والشعب السعودي الصبر والسلوان، آمين، آمين، آمين.