فاصلة: ((الحق ينام أحياناً لكنه لا يموت)) - حكمة عالمية - لماذا نكرر الشكوى وإذا ما احتاج الحل إلى بعض الجهد لا نفعل شيئاً؟ لماذا لا يوجد لدينا الإيمان الكافي بحقوقنا فلا نطالب بها إلا من باب التباكي على ضياعها؟ من أفقدنا الأمل في أن نحصل على حقوقنا مهما كانت في نظر الآخرين بسيطة أو لا تستحق العناء؟ يمكنك أن ترى الشخص الذي يقلب المطعم رأساً على عقب لأن الجرسون لم يعطه الاهتمام الذي يريد أو تأخر في تقديم الطلب بينما لا يوجد لديه أي دافعية لأن يطالب بحقه في حل إحدى مشاكله في الدوائر الحكومية مثلاً! هل فقد الإنسان السعودي الثقة في المسؤولين في كثير من مواقع خدمة المواطن؟ كثيراً ما تتردد عبارة: وماذا فعل لنا أعضاء مجلس الشورى؟ فإذا سألت القائل هل تتابع جلسات المجلس مثلاً حتى تقيم جهد أعضائه يجيبك بأنه لا فائدة من المتابعة فهو يعرف مسبقاً أنهم لن يفيدوه بشيء لأن مطالبه تتركز في حل مشكلاته أولاً وليس الخدمات المقدمة لأفراد المجتمع مع أن الواقع يشهد أن حكومتنا لا تتوانى عن محاسبة أي مسؤول ليس عن تقصيره في أداء مسؤولياته فقط بل حتى عن سوء مقابلته لأي مواطن يقصده لتحقيق خدمة له. ما الذي يريده الإنسان السعودي من المسؤولين؟ ولماذا استشرى بيننا مناخ عام بأنه لا أمل في الغد مع أن الشواهد أمامنا في التغيير الإيجابي واضحة فهل نحن مستعجلون أم يائسون؟ ولماذا لا تؤثر فينا شواهد عدة في المجتمع بأن مجتمعنا يتجه إلى التغيير. وأن هناك نماذج سعودية كافحت حتى وصلت إلى تحقيق أهدافها. من وجهة نظري أن البعض منا استسلم للأفكار التشاؤمية والنظرة السوداوية فهو إما يجلد ذاته أو يجلد الآخرين حتى تملكه شعور بأنه لا جدوى من التفاؤل، وبدأ يردد عبارات أنه لا شيء يتحقق دون واسطة حتى فقد القدرة على النضال من أجل استرداد حقه مع أنه يعرف أن المقادير والتدابير بأمر الله وصار بذل الأسباب مرتكزاً على البحث عن واسطة لتيسير أموره وحل مشكلاته. وهذا ما يجعل مفهوم الإيمان بالحق والسعي بالمطالبة به يغدو مثل الشعارات وليس مفهوماً عملياً لعلاقة الإنسان مع الحياة نفسها حتى يعيشها باستقرار متكامل.