فاصلة: ((الأصدقاء هم موازين الحرارة التي تحدد رصيدنا)) - حكمة عالمية - هل من حق الكاتب أن يرمي بهمومه على قرائه؟ هو الذي طالما فتح قلبه لهمومهم، وحزن لحزنهم وتفاعل مع مشكلاتهم. حين يستلم الكاتب رسالة من أي قارئ فهو يستلم أهم الدلائل على نجاحه حتى وإن حملت تلك الرسائل الانتقادات فهي في حد ذاتها اهتمام من نوع مختلف. إذا احتاج الكاتب أحدا يسمعه هل يجد أحدا من القراء يتفاعل معه؟ أم يعتبر القراء أن المساحة التي يكتب بها الكاتب هي مساحتهم وهو يمارس الأنانية حينما يكتب فيها عن همومه. العلاقة بين الكاتب وقرائه علاقة مختلفة فمنهم من يغدون أصدقاء له وتتحول العلاقة من هيئتها الرسمية غير الخاصة إلى رفقة وصداقة وتتلاشى مع الوقت حدود كثيرة، ومنهم من يظل في الظل غير معروف الهوية محتفظا بقربه من كلماته وهذا القارئ لا يود أن يصاحب الحقيقة فالنموذج الخيالي لديه أجمل. ومنهم من يراقب الكاتب عن بعد ولا يتواصل معه إلا في حال غيابه أو تدني مستوى كتابته لأنه عينه الناقدة. لكن العلاقة بين الكاتب وقرائه من أهم المكاسب التي يجنيها الكتّاب من حرفة الكتابة فهي علاقة متميزة لا تشوبها عادة المصالح هي علاقة فكرية راقية إذا استطاع الكاتب أن يتفهم أنه جزء من هذا المجتمع وأنه صوت هذا القارئ في كل مكان لذلك فالكاتب هو الأولى بالحفاظ على قرب قرائه من القراء أنفسهم لأنه بالتأكيد السبب في نجاح -إن نجح- في أن يكون كاتبهم المفضل.