لم يخطر ببالي في زياراتي القليلة لمنطقة حائل بأنني أعرف أو سأدلف لردهة متحف حائل الأثري، لأنني لست من هواة زيارة المتاحف إلا فيما ندر، فضلا عن كوني لا أعرف بأنه يتواجد بالمنطقة متحف كبير يضم بداخله نفائس متعددة من التحف التراثية الثمينة النادرة التي انتقاها وحرص على جمعها وإبرازها في تشكيلة فنية جميلة تسر الناظرين الزائرين للمتحف وهو ما تمثل في وعي وذوق ذائقة الرسام الكاريكاتيري - الفنان التراثي - الأستاذ خالد حمود المطرود - في متحفه الجميل المسمى (لقيت للماضي أثر) بمجهوده الذاتي، الواقع تحت سهل جبل (أعيرف) وكأنه في اختياره للموقع أراد بمتحفه الرائع أن يحاكي قلعة أعيرف التاريخية النابضة بتاريخ المنطقة حائل. في متحف التراث (لقيت للماضي أثر) بحائل، شرح لي الأستاذ خالد المطرود، صاحب المتحف شرحاً وافياً كيف كانت البدايات الصعبة في جمع هذه المقتنيات التراثية الثمينة مع وصف دقيق وشامل من واقع هذه الأدوات التراثية في محاكاة الماضي السحيق حيث مدخل المتحف والغرف المخصصة لكل المقتنيات، حتى أن هناك غرفتين، واحدة خاصة بالعروس ومستلزماتها النسائية، وغرفة أخرى للأولاد ومستلزماتهم، وغرفة للضيوف مزخرفة بالجبص و(الوجار) موقد - النار- تحف به (الدلال) مما يجعل الرأي لها يقرأ من خلال تصوراته كيف كانت الحياة عليه في زمان البدائية الصعبة، وهناك غرف مماثلة لمقتنيات تراثية أخرى، شملت صورا تاريخية قديمة لأهل المنطقة من الرعيل الأول الذين عاصروا زمن البداية الصعبة للمكون التاريخي للمنطقة ما بين شظف العيش والتغلب عليها بهذه الوسائل التراثية التاريخية التي تزين المتحف وتحكي قصة حياة الإنسان الحائلي على مر تاريخ المنطقة والشاهدين الماثلين قلعة أعيرف وأثار قصر برزان، الذي يقع في الطرف الغربي على مقربة من قلعة أعيرف، ناهيك عن جبلي أجا وسلمى الجبلين اللذين حدثنا التاريخ عن قصة حبهما منذ العصور الغابرة. المتحف حافل بصور جماعية وفردية لزواره من مختلف الشخصيات من كبار المسئولين بالسعودية، وكبار الزوار الأجانب من السفراء وقناصل الدول الدولية، ويحض المتحف بسمعة طيبة ما بين أهالي المنطقة وكافة الزائرين له، إلا أن الحلو ما يكملش كما يقول المثل المصري، وفوق هذا وذك، -الكامل وجه الله سبحانه وتعالى - الأمر الذي من خلاله يعاني المتحف من الدعم الحكومي له والمتمثل من قبل (هيئة السياحة) فكيف ذلك!؟ وهي الجهة المعنية بتراث وميراث مملكتنا الغالية. هيئة السياحة لا تجهل أهمية هذا المتحف ولكنها لم تقدم له شيئا وهو ما تمثل بفرع هيئة السياحة بالمنطقة رغم قلة موظفيها الذين لا يتجاوزون عدد الأصابع ورغبتهم دعم المتحف، إلا أن الرغبات لم تتوافق مع الإمكانيات المادية، وإن شئت فقل لم تتوافق مع التعليمات لتقديم الدعم المالي لهذا المتحف الذي يؤمه كافة زوار منطقة حائل، فالشيء المؤكد أنه متى كان هناك دعم مالي حكومي للمتحف يساعد مساعدة قصوى على المحافظة عليه لاستمرارية بقائه واستخدامه في تشغيل اليد الوطنية في مجال السعودة واستثماره في تنشيط السياحة للمنطقة وجلب عائد مادي كرسوم رمزية تحصل من الزائرين للمتحف مثلما هو معمول به في متاحف أخرى في بلادنا وبلدان عربية تشكل السياحة لديها نقطة مهمة على خارطة المنطقة وذات دخل قومي يعود ريعه على خزينة الدولة والصرف على رعاية وصيانة معالم مناطقها ومتاحفها. حائل [email protected]