لا تقتصر اهمية حائل على موقعها التجاري الذي احتلته باعتبارها تقع على طريق التجارة القديم، ثم زادت تلك الأهمية في العصر الإسلامي عندما صارت احدى المحطات الرئيسية على طريق الحج المعروف بدرب زبيدة، لكن اهمية (حائل) - تلك المدينة الرابضة على اكتاف الطرف الشمالي لجبل اجا، وعلى بعد 600 كيلومتر شمال الرياض - تكتسب اهمية مضاعفة من كونها منطقة تعبق بها رائحة التاريخ والحضارة لما تكتنزه من آثار تاريخية تعود الى عصور تاريخية قديمة، ولما تزخر به من آثار يشتم منها الزائر عبق التاريخ والحضارة الانسانية الخالدة. ففي الرحلة السياحية التي بدأتها قافلة الإعلام السياحي في نسختها الثامنة بتنظيم من الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام وعدد من المؤسسات الحكومية والخاصة بالجولة السياحية بمنطقة حائل، انطلقت الأربعاء الماضي الى عدة مناطق تاريخية استهدفت في مستهل انطلاقتها مبنى القشلة التاريخي وهو مبنى تم بناؤه من اللبن والحجر على الطراز المعماري النجدي، ويشغل مساحة تقدر بنحو عشرين الف متر مربع. ويوضح عبدالرحمن دهيم الرشيدي نائب مدير مكتب الاثار والمتحاف بمنطقة حائل الى ان مبنى القشلة تم بناؤه عام 1361ه بامر من جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود؛ ليجعله ثكنة عسكرية لتدريب الجنود وحفظ الامن والاستقرار لاهل حائل والمناطق المحيطة بها، وقد اكتمل بناؤه عام 1362 ه. وذكر الرشيدي ايضا ان ارتفاع المبنى يبلغ تقريبا خمسة عشر مترا، وتنتشر في الواجهات فتحات للرماية دائرية الشكل تستخدم دفاعا عن الحصن. وكشف الرشيدي ل (الرياض) عن وجود دراسة معدة من مكتب الآثار بحائل تقترح تحويل القشلة الى جنادرية مصغرة، يستطيع زائر منطقة حائل التسوق داخلها والتعرف إلى الحرف والمهن القديمة التي باتت منسية وتحتاج إلى من يعيد تنشيطها اضافة الى انها فرصة للتعريف بعاداتنا القديمة والأصيلة، واضاف الرشيدي ان الدراسة سترفع لسمو الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة لاعتمادها إن رأى سموه وجاهة المقترح. كما قام فريق القافلة بزيارة متحف «لقيت للماضي أثر» بحي برزان وهو بناء يمثل البيت الحائلي القديم بجمالياته وطرازه المعماري الجميل، وكان رغم بساطته مراعياً لخصوصية العائلة الحائلية، واوضح صاحب المتحف خالد المطرود ان المتحف اقيم على هيئة بيت طين قديم، يمثل البيت الحائلي القديم بجميع محتوياته، وبين المطرود ان البيت قسم الى غرف، كل غرفة تمثل جناحا خاصا حيث يحوي على غرفة المجلس القديم، والمطبخ القديم، وغرف العائلة، التي تمثل كل غرفة محتويات كل فرد من العائلة فغرفة الشيبان (رب البيت) وغرفة العروس وغرفة العيال وغرفة البنات، كما اوضح المطرود انه استخدم التسمية القديمة للغرف ليشعر الزائر للمتحف بانه فعلا بمنزل يترجم ماضيه واقعيا. كما شرح المطرود عن المقتنيات الاثرية والتاريخية الموجودة بالبيت القديم التي يزيد عمر اقدمها على 1400 عام، واضاف المطرود ان الاقبال على المتحف كبير ومشجع خصوصاً من الأجانب. وختم فريق القافلة جولته في يومه الأول بالاستمتاع بعروض مهرجان الصحراء الدولي بحائل، واستمع الأمير عبدالعزيز بن سعد نائب أمير منطقة حائل لشرح موجز عن أهداف القافلة التي تهدف لتعريف الاعلاميين بمناطق المملكة السياحية من محمد الرشيد المشرف على فعاليات القافلة، حيث تضمن عروضاً للفنون الأدائية والتراثية والاستعراضية الفردية والجماعية من عدة مناطق بالمملكة، كجازان، وجدة، وعنيزة، وواي الدواسر، إضافة الى فرق منطقة حائل وبعض الدول والجاليات الموجودة في المملكة. من جانبه بين الأستاذ محمد الرشيد مدير مشروع القافلة ان الهيئة العامة للسياحة والآثار تنظم كل عام ثلاث قوافل للتعريف بالمناطق السياحية بالمملكة حيث تستهدف الأولى الإعلام المحلي، والثانية كتاب الأعمدة الصحفية في الصحف، واما الثالثة فتستهدف الاعلام الخليجي. واضاف الرشيد ان القافلة في دورتها الثامنة ضمت 32 اعلاميا من مختلف وسائل الاعلام المختلفة المسموعة والمقروءة والمرئية، حيث وأول مرة تشارك ثلاث صحف الكترونية (صحيفة سبق الالكترونية، صحيفة إخبارية حائل، صحيفة عناوين) لتغطية احداث القافلة، وستقيم القافلة بمنطقة حائل لمدة عشرة ايام تبرز خلالها المواقع الاثرية والمعالم السياحية بمنطقة حائل ومحافظاتها، وستهدف القافلة الى التعريف بالمخزون الثقافي والسياحي بحائل، وارشاد المستثمرين بقطاع السياحة للاستثمار بمنطقة حائل. فناء القشلة التاريخية من الداخل المتحف من الداخل متحف لقيت للماضي أثر