لندن، بني وليد (ليبيا) - «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب - نقل انصار العقيد معمر القذافي ثواراً وقعوا اسرى الى بلدة «قصر ابو هادي»، القريبة من سرت، لاستخدامهم دروعاً بشرية اضافة الى احتجاز عائلات لثوار، يتحدرون من منطقة بني وليد، في مواقع عسكرية في البلدة تحسباً من هجوم منتظر سيشنه الثوار الليبيون لحسم معركة السيطرة على بني وليد بعد انباء تحدثت عن تجمع ما يصل الى الف مقاتل من انصار القذافي والمرتزقة للدفاع عن البلدة الحيوية في الطريق الى سرت وصبحة والواحات. وقال شهود من وكالة «رويترز» امس ان الثوار اعتقلوا بوزيد دوردة رئيس الاستخبارات الخارجية للقذافي، وتم تسليمه لرجال استخبارات المجلس الوطني الانتقالي. وأفادت تقارير ان المجلس الوطني لن ينتقل بكامل اعضائه الى العاصمة قبل التحرير الكامل لمختلف المناطق الليبية واعتقال رموز النظام السابق والسيطرة الامنية الكاملة على طرابلس وتنظيم الحماية فيها. وبدا امس، ومع سيطرة الثوار على نصف بني وليد، كما افاد مراسل لهيئة الاذاعة البريطانية، ان «الكلمة ستكون للسلاح» في حسم المعركة التي ستكون ضارية ودامية خصوصاً مع الانباء شبه المؤكدة عن تواجد اثنين من ابناء القذافي فيها. وافادت وكالة «فرانس برس» ان قيادة الثوار احضرت مئات المقاتلين الى جبهة بني وليد لمساعدة المتواجدين حولها. ومنذ الساعات الاولى لصباح امس تجمع مقاتلون قدموا من مصراتة، بانتظار بدء الهجوم على البلدة العاصية، وحتى ضد سرت. وكان عبدالله كنشيل، المسؤول عن المفاوضات من جانب الثوار مع قبائل بني وليد، أكد ل «فرانس برس» أن «الثوار باتوا يسيطرون حالياً على مواقع في شمال المدينة ويعملون على تمشيط المناطق المحيطة بهذه المواقع في مواجهة قناصة للقذافي يتمركزون في بعض المنازل». وقال جلال القلال، احد الناطقين باسم المجلس الانتقالي، أن كتائب القذافي، المتحصنة في بني وليد، أطلقت وابلاً من صواريخ «غراد» وقذائف الهاون على مواقع الثوار الذين يحاصرون البلدة. ونفى عبدالرحمن بوسن، الناطق باسم المجلس الانتقالي، علم المعارضة بأعداد الموالين للقذافي داخل البلدة، الذين يُعتقد أنهم مدججون بالأسلحة الرشاشة والصواريخ ويُقال ان عددهم يقارب الألف رجل. وفي طرابلس، التي بدأت تستعيد حياتها الطبيعية شيئاً فشيئاً تعمل المصارف الليبية على سحب اكبر عملة ورقية من حيث القيمة من التداول ووقف طبعها واصدارها، بسبب احتوائها على صورة القذافي. وقال طلال الضغيسي، مسؤول قسم الخزنة في «المصرف التجاري الوطني» الحكومي الواقع في «ساحة الشهداء» (الساحة الخضراء سابقاً) «اتفقت المصارف في ما بينها على جمع الاوراق النقدية من فئة الخميسن ديناراً ثم ارسالها الى البنك المركزي للتصرف بها لاحقاً». وقال رئيس قسم العملة في المصرف التجاري الوطني عمر سليمان: «نعمل على سحب هذه العملة لاننا لا نريده (القذافي) بيننا بعد اليوم باي شكل من الاشكال». واضاف: «مللنا من مشاهدته وهو يتجسس علينا من خلف نظاراته الشمسية لاعوام». وتحمل الورقة النقدية من فئة دينار واحد صورة قديمة للقذافي ايضاً، الا انه لم يتقرر بعد كيفية التعامل معها. ويقول الضغيسي ان «ورقة الدينار التي تتوسطها صورة القذافي وهو يضع يده على خده، متأملا في كيفية التنكيل بنا، لا يمكن الاستغناء عنها حاليا بسبب كثرة تداولها». وافاد مصور ل»فرانس برس» انه تم العثور امس على مقبرتين جماعيتين في طرابلس تحويان 15 جثة متحللة. وعثرت فرق طبية في احد احياء طرابلس على اربع جثث في مقبرة اولى قرب الطريق السريع ثم على 11 جثة في مقبرة اخرى تبعد من الاولى 300 متر. ونقلت الجثث، التي لم يعرف ما اذا كان اصحابها من المقاتلين او المدنيين او ينتمون الى كتائب القذافي، الى دائرة الطب الشرعي في طرابلس لتحديد هوية اصحابها.