دمشق - بيروت - أنقرة - بروكسل - وكالات كشف تقرير صحفي لبناني أمس السبت عن إجراء اتصالات سرية بين سورية وإسرائيل في عدة عواصم غربية. وقالت صحيفة «الجمهورية» اللبنانية نقلاً عن تقرير دبلوماسي حصلت على نسخة منه: إن هذه الاتصالات التي تجرى في واشنطن وباريس وبروكسل، بين موفدين من الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أفضت إلى اتخاذ السلطات الإسرائيلية قرارًا بوجوب دعم بقاء النظام السوري الحالي في السلطة على اعتبار أنه «مصلحة إستراتيجية لإسرائيل». وقالت الصحيفة: «إن هذه الاتصالات بدأت، بعد ما حصل في «يوم الأرض»، إذ بعث الرئيس الأسد برسائل مفادها أن «ضعف النظام السوري الحالي والتهاء جيشه بقمع الثورة التي تستهدفه، سمحا بحدوث فلتان الحدود، مما مكن الفلسطينيين من اختراق خطوط الهدنة التي كانت مستقرة مع استقرار النظام». ووفق التقرير، فإن «رسالة يوم الأرض» أعادت فتح القنوات المغلقة بين تل أبيب ودمشق، بعدما كانت قد أقفلت سابقًا بضغط أمريكي - فرنسي، حين جرى إلغاء لقاء كان مقررًا في فيينا. ويفسر التواصل السوري - الإسرائيلي الأخير أيضًا، بحسب الصحيفة، الموقف الروسي الذي يُعدُّ «أن سورية هي عبارة عن حجر الزاوية للبنية الشرق الأوسطية التي يتوقف عليها الحفاظ على السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط». كما أن هذا التواصل الذي أدى إلى كسب بعض الوقت في المرحلة السابقة دفع عددًا من القوى الدولية إلى نفى وجود أي حتمية لتكرار السيناريو الليبي، أو غيره من السيناريوهات في سورية. من جهة أخرى ذكرت وكالة الأنباء السورية أمس السبت أن نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش السوري العماد بسام نجم الدين انطاكيه توفي على «إثر نوبة قلبية حادة». وأوضحت الوكالة أن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تعلن وفاة العماد بسام نجم الدين انطاكيه نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة الذي وافته المنية إثر نوبة قلبية حادة» بعد ظهر الجمعة. ميدانيًا تواصلت أمس السبت عمليات قمع حركة التظاهرات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد غداة مقتل تسعة مدنيين برصاص قوات الأمن. وذكر المرصد السوري لحقوق الإِنسان أن قوات الأمن اعتقلت صباح أمس السبت في المرقب قرب بانياس (غرب) تسعة أشخاص «أصيب بعض منهم بالرصاص في سيقانهم لدى محاولتهم الهرب». وفي دمشق تعرض سفير فرنسا في سوريا اريك شوفالييه لاعتداء صباح امس السبت لدى خروجه من لقاء مع البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس في الحي المسيحي من البلدة القديمة في دمشق، على ما أفاد شهود. وقال الشهود: إن شبابًا ونساءً كانوا يرددون هتافات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد قذفوا وفد السفير الفرنسي بالبيض والحجارة لدى خروجه من اللقاء أثناء عودة السفير إلى سيارته. وعلى صعيد آخر أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا اعترضت سفينة أسلحة ترفع العلم السوري في طريقها إلى سوريا، مؤكدًا أن السلطات التركية ستصادر أي شحنة مماثلة برًا وجوًا أيضًا. وقال أردوغان للصحافيين في نيويورك، حيث يشارك في الجمعية العامة للأمم المتحدة: إن «تركيا أوقفت سفينة ترفع العلم السوري وتنقل أسلحة». ولم يوضح أردوغان متى وأين جرى اعتراض هذه السفينة. وأضاف «في المستقبل، سنعترض ونصادر شحنات الأسلحة التي ترسل جوًا أو برًا كما فعلنا» عند توقيف السفينة. إلى ذلك دخلت العقوبات المشددة التي فرضها الاتحاد الأوروبي ضد النظام السوري وتمنع أي استثمار جديد في القطاع النفطي وتزويد البلاد بالقطع النقدية والأوراق المالية، حيز التطبيق أمس السبت بعد نشرها في الجريدة الرسمية الأوروبية. وسيضاف شخصان وست شركات إلى لائحة العقوبات الأوروبية التي تتضمن تجميد أرصدة ومنع تأشيرات الدخول. وباتت العقوبات تستهدف بالإجمال 56 شخصًا و18 شركة. وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة، أن الشخصين السوريين المستهدفين هما وزير العدل تيسير قلا عواد، ووزير الإعلام عدنان حسن محمود. ومن الشركات الست المعاقبة، ثلاث يملكها رامي مخلوف، ابن خال الرئيس بشار الأسد، الذي يعاقب بصورة فردية منذ تموز - يوليو. وهي شام هولدينغ «أول شركة قابضة في سوريا تستفيد من سياسات النظام وتؤيدها»، وشركة صروح التي تمول استثمارات في الصناعة العسكرية السورية وشركة سيرياتل للاتصالات التي «تدفع 50 في المئة من أرباحها إلى الحكومة عبر عقد الإجازة»، كما يقول الاتحاد الأوروبي.