ليتنا لا نبكي لوجوه الوسائد.. ولا نرتعد لريح الغضب.. ولا نأكل التمر, ونرمي النَّوى للأرصفة.. ولا نرفع عقائرنا بالنداء، عند نوافذ الجيران.. ولا نرمي باللائمة على القطط إن استيقظنا, والنفايات تنام عند أبوابنا.. ولا نقول كلاما بالليل، وننساه في النهار.. ولا نفسح جلودنا لملوحة الماء في وَقِيد الظهيرة، وندعي البياض.. ليتنا حين نبكي, نسهم في تطهير الوسائد، من أحلام لا تتحقق.. ونقف أقوياء أمام الغضب, فلا نُصرع.. ونربت على الأرصفة, بكفوف تبثُّ الماءَ في التراب.. ونخفت الأصوات, لينام صغار الجيران وشيبهم في اطمئنان.. و.. و.. و... الدموع,.. فتيلٌ في الصدور العامرة بالأمل.. الغضب,.. درسٌ في الفصول العابقة بالسماحة.. الأرصفة،.. جسورٌ لبوتقات عجينِ الجهد.. الحناجر،.. أبواق لنبض الهمم في تضافر التكافل.. النفايات،.. بقايا ومرايا.. الليل,.. حين يكون وقتا للتفكير.., يصبح النهارُ آخرَ للتدبير.. السحناتُ،.. سجلاتٌ للمرء.. تُقرئك الباطنَ..، تكشفُ لك عن المكنون.. «ليت» حرفٌ.. والأمنيات اللاحقة سربٌ من الكلمات.. تبدأ في النفس.. ولا تنتهي في المخيلة..