صباح الخير عليكم، فاستبشروا خيراً ولو بكلمة خير. لا أقول لكم ذلك لمجرد بث الأمل ونثر التفاؤل والورود، ولا أقول ذلك وكأنه بيان صادر عن جمعية خيرية تعنى بشؤون المتشائمين والهائمين والتائهين في الأرض والمشردين وملتحفي الأرصفة والشوارع، ولا أقول ذلك إلا عن قناعة أرست قواعدها في روحي يوماً بعد يوم وحدثاً إثر حدث. صباح الخير عليكم، صباح الصبح والأنوار، فلكل نهار جديد مشرق منطقه وأحداثه وحيويته، فلِمَ لا تُشرق أنت أيضاً معه وتنطلق وتشارك في كل شيء، بغض النظر عن كبوة البارحة إن وقعت، أو إحباط الأمس إن حصل؟ وقع وحصل وانتهى واليوم نهارك سكّر. إنه الإيمان العميق والإصرار على البقاء والمواجهة والتحدي، فبأي وجه أُقابل مرآتي أولاً ومرايا الآخرين من أصدقاء وأقارب وزهور وأرغفة وأوراق طازجة لكتابة مذكرات وذكريات؟ كيف أُقابل كل هؤلاء وبأي وجه وأنا غاضبة ناقمة متشائمة؟ عيب، سأخجل من نفسي، سأستحي. كيف لي أن أُقابل الآخر بغضب وعبوس وتجهّم وتوجّم. ألا نحترم الآخر نحن؟ ألا نقدِّم له ابتسامة؟ ألا نحاول إسعاده بدلاً من أن نرمي ليل نهار على من حولنا أمزجتنا المتقلبة المجنونة ونهديه سوء فهمنا وسوء نوايانا وسوء اهتمامنا؟ كيف لا نحاول بث الفرح في من حولنا؟ سؤال أرجوك أجبني عليه، فلست أفهم ولن أفهم سوى أننا أنانيون إلى أبعد حد، وإلا فكيف نتجرأ على نفث سمومنا وهمومنا في الآخرين ولا نأبه؟ يُطالعك واحد من هنا وواحدة من هناك بصدمة اعترضت، فأوقعت وأدمت، وعرقلت مسيرة بكاملها. يحدثك عن همه وكأن لا همّ قبل ذلك ولا بعد. يحدّثك بملء القناعة أنّ كل شيء في العالم قد انتهى إثر حلول تلك المشكلة عليه، وفجأة تجد أن المشكلة سطحية وفرعية أو لها ألف حل وحل، لكنه أبداً يُريد زرع التشاؤم في قلبك وجرك جراً لتسقط في بؤرة الكآبة والإحباط والغضب والكراهية. أنا شخصياً لم أعد أُحب هذا المنطق، بل أُناقضه وأنقضه وأبتعد عن كل من يحاول زجي في تلك الهاوية بكل ما أوتيت من قوة وعزم، وأعدكم بأنني لن أسمح لكائن من كان أن يرمي بقمامة غضبه وعصبيته في حديقتي بعد اليوم. أعدكم فعدوني أنتم أننا معاً سنحاربهم ونزرع في حدائقنا بذور الأمل وسنمنعهم من دخولها لئلا يقطعوا ثمارها. صباحكم ورد... لنبتدئ نهارنا كل منا في بستانه. خلف الزاوية دعني وشأني في الحقيقة واليقين أنا لا أُحب الحالمين الهائمين وأنا أخاف من الكلام منمقاً وأخاف من ضحك يصاحبه الرنين فلكم طُعنت وكم جُرحت لأنني عشت انفعالاتي على مر السنين واليوم ملء قناعتي سأقولها لا للهوى في عالمي... لا للحنين [email protected]