السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: لقد اطلعت على الخبر المنشور في جريدة الجزيرة عدد 14164 حول سحب التجارة منتجات (الرقية الشرعية) من الأسواق. لقد أحسنت التجارة صنعاً بقيامها بمثل هذه الحملة الرادعة، ولعلها تستمر في شن مثل هذه الحملات على تلك المحال وغيرها من محال العطارة التي يزعم أصحابها أن لديهم أدوية تعالج أمراض عجز الطب الحديث بإمكاناته الهائلة وبحوثه المتواصلة من التوصل إلى علاج لها، ثم يأتي هؤلاء المدعون ويعلنون أن لديهم علاجاً لمثل هذه الأدواء، ومنهم من لا يحمل أي مؤهل تعليمي، وقد تمادوا في غيهم وتهاونهم بصحة الآخرين، وذلك بترويجهم منتجاتهم عبر وسائل الإعلام وعبر نشرات يوزعونها في أماكن تجمع الناس. والخطورة هنا لا تقتصر على الجهل بمكونات تلك الأدوية المزعومة فقط، بل الخشية أن يعمد ضعفاء النفوس منهم إلى خلط بعض الأدوية المعتمدة لعلاج بعض الأمراض المزمنة مع هذا الخليط العشبي ومن ثم شعور المريض بالتحسن المؤقت؛ فيظن أن ذلك من فعل هذا الخليط المجهول الهوية، ولكم أن تتصوروا ماذا سيحدث من انتكاسات صحية خطيرة في حال تناول مقادير غير مقننة وفي غير أوقاتها التي يقدرها الأطباء؛ لذا لا بد من مواصلة حملات التفتيش؛ فالمريض مثل الغريق يتعلق بالقشة. كما يجب على وزارة الصحة إخضاع مثل هذه المحال لرقابتها ومنحها تصاريح رسمية؛ فالعلاج بالأعشاب معروف منذ القدم ولا يزال. محمد بن فيصل الفيصل - المجمعة