أطلقت الشرطة التونسية النار في الهواء واستخدمت القنابل المسيلة للدموع في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد لتفريق حشد مؤلف من نحو 200 شخص أضرموا النار في مركز للشرطة في إحدى ضواحي العاصمة.ووقعت الاشتباكات في منطقة الانطلاقة في غرب تونس. وقالت الشرطة: إن كثيرين ممن اشتبكوا معها كانوا ملتحين مما يشير إلى أنهم متشددون وأضافت أنهم شعروا بغضب من حادث وقع يوم الجمعة عندما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على مسجد في ساحة القصبة (وسط العاصمة) لفض احتجاج. وخرج المئات ليل السبت الأحد في مظاهرات بعدد من المدن التونسية للتنديد بقمع الشرطة لمتظاهرين حاولوا تنظيم اعتصام يوم الجمعة الماضي أمام مقر الحكومة في ساحة القصبة (وسط العاصمة) وبانتهاك قوات الأمن لحرمة مسجد القصبة. وأحرق متظاهرون في وقت متأخر من مساء السبت، مديرية الأمن واثنين من مخافر الشرطة في مدينة "منزل بورقيبة" التابعة لمحافظة بنزرت (شمال شرق تونس) فيما هاجم آخرون مركز شرطة في حي الانطلاقة وسط العاصمة تونس. ففي العاصمة التونسية، في حي الانطلاقة الشعبي حاول نحو 300 إلى 400 شخص يحملون حجارة وزجاجات حارقة اقتحام مركز الشرطة الرئيس. وأكّد مصدر أمني أن المتظاهرين الذين ارتكبوا أعمال الشغب كانوا ملتحين. وقد استمرت المواجهات ساعات. وفي نفس الوقت تعرضت مديرية الأمن واثنين من مخافر الشرطة ومحلات تجارية لهجمات في مدينة منزل بورقيبة الصناعية شمال العاصمة، حسبما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية محمد هشام المؤدب، مؤكدًا أن أربعة أشخاص أصيبوا بجروح خطيرة ونقلوا إلى العاصمة تونس موضحًا أنهم ليسوا شرطيين. وفي حي الانطلاقة شرق تونس استمرت المواجهات عدة ساعات وحلقت مروحية تابعة للجيش فوق المنطقة ليلا. وقال شرطي طلب عدم كشف هويته: "جاؤوا عن قصد لاحراق المركز. كان بعضهم مسلحًا بسيوف وآخرون ألقوا زجاجات حارقة".