صمت مفاجئ يحل على الناس.. وتتوجّه أعينهم إلى السماء ينتظرون قطرة ماء.. لكن!! هذه المرة ليس ككل مرة؟؟ ليس بماء مطر يغسل الأرض حتى تخضر!! بل ماء رحمة يغسل كل من عليها حتى لا تحمر!! يلتفت الطفل الصغير فيفاجأ بأمه ملقية على الأرض وتغطيها الدماء حتى كادت لا ترى.. لكن قلب الطفل معلّق بأمه ربما تحسس لها أو شمم رائحتها فتذكر ذلك الحضن الذي طالما كان يؤيه.. يقترب منها وهي قد فارقت الحياة.. وينحني إليها ليبكي بكاءً مراً تكاد تقطع عينيه.. وثم كالعادة نجده بعد أيام قد مات بجوارها.. هكذا هي الحياة الآن في بعض البلدان.. إنك لتسير حتى تجد أمامك جثثاً ملقاة وخلفك بقايا إنسان قد خلفّتها الحروب.. ناهيك عن الأشجار الخضراء التي فقدت أوراقها وابتلعت ثمارها من الهلع والخوف المستمر.. فقد أصبحت جذوعاً خاوية وكأنها تحكي قصة ما! حدثت في ذلك المكان.. ولو أنّ لها لساناً لحكت لنا ما يدور من خفايا وأسرار مازالت مستمرة ليومنا هذا... تلك الغابات التي كان يجلس عليها أسيادها أصبحت الآن كالصحاري الخاوية، عندما لا نجد بها سوى بقايا الزواحف.. هؤلاء الأسود لطالما ظلّوا صامدين بظلمهم ولطالما ظلّت تلك الكائنات المسالمة منطوعة تحت أمر سادتها، يأكلون من بقايا أكل الأسود إن كان هنالك بقايا.. ويتحسّسون ربما هناك بعض الحشائش كي يعتاشوا بها بقية يومهم، بينما تعيش تلك الأسود في عرشها الجبار فوق تلك الغابات ونعيمها، ولا تنظر إلى تلك الكائنات إلا من فوق أعلى الصخور في الغابة.. لماذا؟؟ لن يستطيع أحد أن يجيب!! لكن موجد هذه الغابات جعل لها أجلاً حتى يكشف الحقائق أمام الخلائق.. ربما تلك الغمامة التي أنزلها الرب كانت قاسية نوعاً ما لكن!! حتى يعلموا أنها كانت تحمل ماء أشد من المطر، فغسلت تلك الغابات حتى لم تجعل هنالك أشجاراً عملاقة لكي تغطي على حشائشها.. نعم.. وتجرّدت الأشجار.. وانكشفت أوراقها أمام العالم أجمعه.. وسقطت الأسود المتعالية، الظالمة.. وسقط عرشها المحتال.. لقد فرّت القردة من حول تلك الأسود، بعد أن كانت تشير عليها بالقتل والظلم وسرقة ممتلكات الغابات، نعم فرّت فرار الهلع! لأنها أدركت أنّ هذا اليوم هو اليوم الموعود بكل شاهد ومشهود.. فلتعلم هذه الأسود أنّ لكل طريق نهاية، وأنّ الله أوجدها حتى تحكم تلك الغابات بكل عدل لكن!! وبكل أسف أصبح الكبير ينهش الصغير.. والجبار يتعالى على أضعف الخلق.. لطفك يا الله ألم تفكر تلك الأسود في يوم من الأيام أنها ستتدحرج من عرينها، كما تتدحرج الحصى من أعلى الصخر.. ربما لم تفكر في ذلك!! لكن الآن لا يوجد مجال للتفكير فكائنات هذه الغابات أعلنت اتحادها.. وأعلنت حربها على أسودها.. نعم هذه هي النهاية المتوقعة وراء كل قصة حزينة.. فلتسقط تلك الأسود وليسقط حكمها الظالم ولتسقط رايتها السوداء. [email protected]