يبعد منتزه السودة 25 كلم من مدينة أبها على ارتفاع يزيد عن 3000م عن سطح البحر ، ويعد من أهم مواقع المنتزهات بعسير من حيث الخدمات والمساحة التي تتجاوز 883 هكتارا والجمال الطبيعي وتتميز أرض سودة عسير بطبيعة بيئية منفردة حيث تسقط عليها أعلى نسبة أمطار في المنطقة يصاحبها الثلوج بأحجام تشبه اللؤلؤ . كما تتخذ الغابات التي تكونت من أشجار العرعر ثوباً وحلة طبيعية وتنوعا في حشائشها وشجيراتها ونباتاتها , كما تغطي أشجار العرعر بكثافة الحواف المنحدرة والانكسارات الحادة .والزائر لسودة عسير يستطيع أن يرى الصخور المنحوتة والمنقوشة بكتابات ورسوم تتحدث عن تاريخ عمره أكثر من ثلاثة آلاف سنة، كما يمكن أن يرى الزائر الأنواع الكثيرة والمتعددة من الحياة الفطرية والحيوانات التي تعيش بالمنتزه بين المنحدرات وهي تتجول بكل حرية بين غابات العرعر دون أن تلحق الضرر والأذى بالزائر والسائح . وقامت إدارة منتزه عسير الوطني بالتعاون مع الجهات الحكومية من ( البلدية – الزراعة – السياحة – الكهرباء) بتطوير المنتزه وتوفير كافة الخدمات اللازمة لرواده من طرق إسفلتية تربطه بمدينة أبها والقرى المجاورة ومواقف للسيارات وممرات للمشاهد الطبيعية والجسور الخشبية وطاولات ومقاعد النزهة وأماكن الطهو والتسوق ودورات المياه ومناطق المخيمات ومطلات مثبت عليها المناظير المكبرة لمشاهدة المناظر الرائعة لسهل تهامة والأودية والقرى المجاورة، كما زود الموقع بالمياه والكهرباء والحراسة . العربات المعلقة وفي جانب المتعة والترفيه تم إنشاء مشروع العربات المعلقة (التلفريك ) ليصل زواره إلى منتزه العوص برجال ألمع حيث يوجد متحف رجال ألمع والمكتبة التراثية والقصور الأثرية الشامخة التي تحكي وتجسد ماضي قبائل ألمع قديماً . أجواء عائلية تتوزع العائلات على كافة أرجاء المنتزه حتى إن السائح والزائر لن يجد له موقعاً للجلوس بالرغم من المساحة الشاسعة التي يسيطر عليها منتزه السودة , ونجد أن الأطفال يتسلقون الأشجار الكبيرة من العرعر ويركضون في ساحات واسعة إكتست بغطاء نباتي شديد الخضرة بفعل الأمطار وكثرتها وبقية الأسرة يقضون أوقاتهم في مراقبة السحاب الذي يصعد من المنحدرات السحيقة بكل سهولة حتى يعانقهم ويعانق زوار المنتزه . وسودة عسير فيها لوحة جمالية من ابداع الخالق تضفي روحاً من المتعة والسعادة والمناظر الخلابة والمتفردة . وتتوفر بها كافة الخدمات ويساعد الأهالي الزوار في التعريف بالمنطقة من خلال الانتشار الممتد على جنبات الطريق حيث يقومون يبيعون الأكلات الشعبية والمنتجات المحلية ومنها خبز « التنور أو الموسم « التي تصنع في البيوت .