لم تعترف جامعة يوسف الأحمد - على صورية تحكيم بحوث الترقية - ببحوث القطع واللصق في الصلاة والطهارة ونحوها التي نسبها الأحمد إلى نفسه فلم تمنحه درجة علمية فهو على علمي ما يزال أستاذا مساعدا. ولم تعترف صناعة الطب الإسلامي برسالته للدكتوراه التي هي في السذاجة بحيث لا يختلف اثنان بأنها مجرد نقل محض، تماما على نفس منوال رسالته في الماجستير في أحكام قضاء الصلاة التي لا يتعدى ملخصها كتب فقه الابتدائية أو المتوسطة يعرفها صغار الصبية عندنا، وهي موجودة على الإنترنت فليرجع إليها للتأكد والتوثق. ولم يشهد عالم معتبر أو أكاديمي فقيه على فقه الأحمد، وما زلت حتى الآن أنتظر أن يظهر شخص ذو علم مشهود له فينقض قولي هذا ويشهد بأن يوسف الأحمد فقيه، أو أن يظهر حكيم منطقي فيشهد للأحمد بالمنطق، إذ خلا الرجل من العلم والفقه. لم يفلح الأحمد في جامعته فلم يحصل على درجة علمية فيها، ولم يستطع - لمحدودية علمه - أن يستغل فرصة تفريغه العلمي فيستفيد منه ويفيد أمته في الإنتاج العلمي، فركب مركب ركبه كثير من قبله عبر الأمم والأديان والطوائف. فمنذ عهد الدولة الرومانية إلى يومنا هذا ونموذج الأحمد وأتباعه لم يتغير، وفي تاريخ دولة الرومان عبرة وعظة. جاهل أهوج يقود مجموعة من الغوغاء في نزاعات اجتماعية ألبست لباس الدين وصورت للأتباع بأنها من عظائم الأمور فاشتغلوا بها وألهوا أنفسهم ومجتمعاتهم بها بينما انصرف ساسة القوم وحكمائهم إلى تدبير أمورهم بعيدا عن ضوضاء المجتمع الذي انشغل بصياح وزعيق المجموعات الغوغائية التي يقودها رهبان جهلة -لا قسيسين- الذين حطموا المكتبات وقتلوا الفلاسفة والعلماء وحطوا السيف على رقاب العامة. ليس كل من عارض باسم الدين أصبح من أهل الفقه. وليس كل من ظهرت عليه آثار الصلاح والتقى حق له التدخل في شئون الناس وفرض تصوراته عليهم؛ فصلاح الشيخ ناصر العمر وتقواه - نحسبه كذلك والله حسيبه- قد يؤهله لأن نستسقي بوجهه الغمام، ولكن لا يؤهله للتدخل في شئون الدنيا والناس اليوم، وهو يؤمن ويخطب ويعلن بأن الأمريكان يرمون قتلاهم في دجلة والفرات حتى سمنت الأسماك وأشكل على أهل العراق جواز أكلها. فمن يروي مثل هذه القصص لا يجوز له شرعا ولا عقلا أن يتصدر لأمور الناس، فاللسان دليل العقل فمتى نطق اللسان كشف عن عقل صاحبه (ولو كان الشيخ ناصر العمر من الاستغلاليين لقلت بأنه يستخف بعقول المسلمين ويضلل شبابهم بمثل هذه القصص ولكنه حاشاه، والله أعلم). بساطة الشيخ ناصر العمر جعلته يتبنى الأحمد الذي - رغم عدم وجود شهادة أو بحث أو شخص كفؤ يشهد له بأنه ذو علم وفقه حتى جامعته- قد تمشيخ بالصياح والزعيق في معارضته لأمور اجتماعية مختلف فيها، ألبست لباس الدين. المجتمعات الإسلامية عموما والعربية خصوصا ومجتمعنا السعودي تخصيصا من الخصوص - إذا اقترن الزعيق بالتمسح بالدين- هي مجتمعات يستخفها الزعيق والصياح، وذلك بسبب نقص الحريات، في تلك المجتمعات الإسلامية وتوالي الهزائم عليها، فلا يهمها الفعل والمنطق فيكفي أن يُصاح برمي إسرائيل في البحر فلا يضر تسليم سيناء بعد ذلك، وأن يُهدد بحرق نصف إسرائيل فلا يهم إن احتلت الكويت وما نتج بعد هذا. ويكفي أن يقال هذا شيخ ثم هو يحلل ما يزعمون بأنه ربا بحيل صورية هي أبعد واقعية من حيل اليهود بتحريف للنصوص وافتراء على الدين. ويكفي أن يكون الرجل تقيا فيصبح فقيها للواقع كالشيخ العمر، ويكفي أن يكون الرجل صياحا ومعه شهادة يقال لها دكتوراه من جامعة الإمام فيصبح فقيها وشيخا. إن مجتمعا يسكت عن استخفاف عقول أفراده وشبابه لكل من أفلس فلم يجد إلا الدين مركبا وملبسا هو مجتمع اتكالي لا يحمل أفراده هم دينهم ولا هم أوطانهم، فالمجتمع لا يخفى عليه دجل صيرفة الحيل، ولا يغيب عنه جهل الأحمد وأمثاله وغوغائيتهم، ولكنه مجتمع اتكالي شماعته الاعتذارية « أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه».