تعد تجربة أرمكو السعودية في السيطرة على زحف الرمال من أنجح التجارب العملية في القضاء على هذه المشكلة التي تشكل تهديداً كبيرا للمسافرين في الطرق السريعة، وتؤدي - بإذن الله - إلى سلامة مستخدميها. يأتي تهديد الرمال لعنصر المفاجأة الذي يتكون غالبا في الليل حيث الرياح المستمرة، ويصادف السائقون بشكل مستمر كومة كبيرة من الرمال أغلقت الطريق وقد تتسبب في وقوع الحوادث على بعض الطرق. ويزيد زحف الرمال في مواسم هبوب الرياح المحملة بالأتربة والغبار التي تعرف ب»البوارح»، حيث تستمر في بعض المواسم أكثر من 50 يوماً، وتصبح حركة الكثبان الرملية جراء ذلك إحدى المصاعب التي تواجه المدن السكنية والصناعية وتغطي الأراضي الزراعية وتطمر خطوط الأنابيب. وطبقا لتجربة ارامكو السعودية (التي تعد أنجح الطرق) في معالجة المشكلة يقول مدير إدارة الخدمات الاستشارية، المهندس جميل البقعاوي ل»الجزيرة»: إن الشركة اعتمدت العديد من الوسائل للسيطرة على تحرك الرمال، مثل سياجات القوائم الخشبية وجدران وحواجز التحويل ومصائد الرمل ورش الزيت الخام، واستخدام الجرافات والناقلات لإزالة الرمال المتراكمة. وأضاف أن هناك أربع طرق رئيسية للسيطرة على الرمال تعتمدها الشركة، وهي إزالة الرمال آلياً باستخدام الوسائل الميكانيكية وتعد أكثر الطرق شيوعاً لكنها أكثر تكلفة وتعالج آثار المشكلة لا مسبباتها، لأنها تقوم على التخلص من الرمال المتراكمة بعد وصولها إلى المواقع. وتابع القول إن هناك حلولا أخرى مثل تثبيت الرمل السطحي برش المنطقة بطبقة رقيقة من الزيت الخام الثقيل أو مثبت كيميائي، وتستخدم عادةً مع كثبان الرمال المتحركة»، مبيناً أن الزيت الخام الثقيل يشكل طبقة حماية صلبة. وأشار إلى وجود العديد من المثبتات الكيميائية التي تنفذ عبر الرمال، مكونة قشرة سميكة تثبت سطحها. تمتاز بشفافية اللون، وعدم تأثيرها على البيئة. واعتبر أن الغطاء النباتي من أكثر الطرق فعالية للسيطرة على الرمال ويتطلب تطبيقه ظروفاً مناسبة، فيتم استخدام مجموعةً من الأشجار تشكل حواجز فعالة لمواجهة تحرك الرمال عكس اتجاه الرياح. وتعد الأشجار الكثيفة التي يفوق معدل نموها معدل تحرك الرمال هي الوسيلة الأكثر فاعليةً. وأوضح البقعاوي أن الأشكال المختلفة من الغطاء النباتي التي تستخدم مثل العشب والشجيرات وغيرها من النباتات، فعالة في تثبيت صفائح الرمال، حيث تحد جذورها من حركة الرمال وتحتجز أسطح أوراقها غير المستوية الرمل المتطاير فتمنعه من التحرك لمسافات أخرى. وأضاف أن من الطرق أيضاً استخدام السياجات الرملية للسيطرة على تحرك الرمال، وتلائم هذه السياجات الطبيعة باستخدام مبادئ انسياب الهواء في إيقاف الرمال المتطايرة قبل وصولها إلى المرافق. وتكون مسامية تسمح للرياح بالمرور عبرها مما يضعف قوتها أمام تلك السياجات وخلفها، ويجعلها تطرح ما تحمله من رمال. ويحدث معظم التراكم على الجانب المحجوب عن الرياح أو مع اتجاه هبوبها، ويتم وضعها على مسافة 50 متراً بعكس اتجاه الريح من الموقع. وأشار إلى استخدام السياجات ذات النسيج المتداخل المفتوح المصنوعة من الخيش أو سعف النخيل أو العشب، توفر مقاومة كافية للريح للتحكم في الكثبان عند الشواطئ. إضافة إلى تلك المصنوعة من القوائم الخشبية التي تعتبر شائعة إلى حد كبير وفعالة بادئ الأمر في مواجهة تحرك الرمال . وكشف المهندس البقعاوي، عن اختبار تقنيات جديدة في أرامكو السعودية للتحكم في الزحف الرملي تنتظر استكمال إجراءات تسجيلها علمياً لدى الجهات المختصة عالمياً ببراءة الاختراع، تمهيداً لاستخدامها وتسويقها تجارياً.