أشرفت المعلمتان عزة الشهري وابتسام البديري المتخصصتان في العوق العقلي في الثانوية الثالثة والسبعين على برنامج يعنى بتدريب وتأهيل ذوات الاحتياجات الخاصة من فئة العوق العقلي، والاستفادة من قدراتهن لسوق العمل، وذلك ضمن أهداف التربية الخاصة التي تكيف الطالبات في حياتهن الاجتماعية بشكل يضمن لهن الاستقلالية الكاملة بأنفسهن، وظهر البرنامج بأعمال عديدة منها إنتاج عدد من طالبات العوق العقلي مجموعة من القصص والتي تستمد أحداثها من واقعهن ويعبرن من خلالها عن آمالهن وطموحاتهن والتي تتمثل في الغالب حول السفر والرحلات والترفيه. وأوضحت المعلمتان المشرفتان على البرنامج أن الفئة المستهدفة هن طالبات ذوات الاحتياجات الخاصة من فئة العوق العقلي من القابلات للتعليم بنسبة ذكاء من 55 إلى 70 ، ويتراوح عمرهن الزمني بين 18 سنة إلى 23 سنة، حيث بلغ عدد الطالبات الملتحقات بالبرنامج إحدى عشرة طالبة وتتراوح إعاقتهن العقلية بين عوق عقلي بسيط ومتوسط، واثنتين من الطالبات لديهما عوق سمعي، بالإضافة إلى العوق العقلي، وواحدة من الطالبات عوق جسدي بالإضافة إلى العوق العقلي والسمعي، وقد توقعتا قبل البدء بالتجربة أن تتمكن بعض الطالبات من الخياطة والضيافة، وتركز خوفهما من عدم إتقان الحاسب الآلي والتحكم بآلة التغليف وآلة التصوير بسبب قدراتهن العقلية. بداية البرنامج وبدأ البرنامج بالاستفادة من الإمكانيات المختلفة التي وفرتها وزارة التربية والتعليم من أجهزة الحاسب الآلي والطابعات وآلة التصوير وآلة التغليف والتخريم؛ مع وضع قائمة بالمهن الضرورية لسوق العمل والمناسبة لقدرات الطالبات وعمرهن الزمني، ودراسة متطلبات كل مهنة وعمل زيارات ميدانية لبعض المهن. أما الخطوة الثانية فتمثلت في التنفيذ، حيث تم توزيع المهن على الفصل الدراسي الأول والفصل الدراسي الثاني للسنة الأولى من التجربة، والمهن في الفصل الدراسي الأول، هي: "البيع والشراء، تغليف الهدايا، استخدام الحاسب الآلي، طبخ بعض الوجبات الخفيفة، الخياطة، ومهن الفصل الدراسي الثاني تمثلت في الضيافة، التغليف، الخياطة، الحاضنة، التصوير، متابعة المهن السابقة. وقد تم تطبيق عملي للمهن من خلال الأسواق الخيرية داخل المدرسة لمنتجات الطالبات وتطبيق عملي لمهنة البيع والشراء داخل المقصف المدرسي، وبعض المهن تم عمل زيارات ميدانية خارج المدرسة، وأكد المعلمات على إتقان الطالبات للمهن في نهاية السنة الأولى التي تدربن فيها وتميزت بعض الطالبات في مهن معينة. دعم الجهات هذا وتم مخاطبة مبدئية للشركة المتعاقدة مع المدرسة في المقصف المدرسي بشأن توظيف طالبات التربية الفكرية اللائي تميزن في مهارة البيع والشراء، كما أنُتجت قصص من تأليف الطالبات وتهدف إلى شحذ الذاكرة وتطوير مهارات تركيب الجمل، واتسمت أحداث القصص بالواقعية من خلال المواقف التي حصلت للطالبات أنفسهن، أما البعض الآخر من القصص فتتحدث عن آمالهن البسيطة وطموحاتهن، فيما تتناول بعض القصص الإعاقة التي تعاني منها مؤلفة القصة، كما استخدمن آلة التغليف وآلة التخريم، وفي مجال الخياطة عملن على تركيب الازرار والكنفة وغرزة السراجة للملابس، وفي مجال الكمبيوتر طباعة مستند ونسخ قطعة وتنسيق ملف وورد وعمل جداول بسيطة في المجال الفني تغليف هدايا، وكان للطبخ نصيبا في التدريب حيث تدربن على إعداد وجبات خفيفة وعمل الشاي والقهوة وحلويات بسيطة، وفي الأعمال المكتبية تدربن على آلة التغليف وتخريم الكتب وآلة التصوير ، وفي مجال البيع والشراء العمل في المقصف المدرسي. وذكرت المعلمات أن من أهم التوصيات التي ظهرن بها استمرارية المرحلة الثانوية والتي طبق عليها البرنامج لجدوى هذه المرحلة لفئة العوق العقلي، وإعداد مناهج للمرحلة الثانوية لفئة العوق العقلي ملائمة لعمرهن الزمني ومناسبة لسوق العمل، والتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى لتوفير فرص وظيفية لهذه الفئة في أماكن مناسبة وفق قدراتهن، وتكثيف الدورات التدريبية لمعلمات العوق العقلي للمرحلة الثانوية فيما يخدم طالبات هذه المرحلة.