فتح أكبر فصيلين سياسيين في العراق، وهما «التحالف الوطني» بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي وقائمة «العراقية» بزعامة أياد علاوي، جبهة صراع عريضة أخذت حيزا من اهتمامات الشارع العراقي هذه الأيام بعد أن تولى قادة في الفصلين إطلاق تصريحات إعلامية خطيرة أوصلت الأمور لحد الاشتباك بالأيدي ثم الدعوة إلى الاحتكام للقضاء. تأتي هذه «المعارك» متزامنة مع قرب الدعوة لعقد اجتماع للكتل السياسية في البلاد لتقرير مصير القوات الأمريكية التي من المفترض أن تبدأ في النصف الثاني من العام الحالي انسحابها من العراق على أن يبلغ ذروته نهاية العام الجاري قي إطار الاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين في أواخر عام 2008. وأعلن التحالف الكردستاني الذي يضم أكبر فصيلين كرديين عدم الممانعة في بقاء القوات الأمريكية في العراق لمرحلة مقبلة «لأن العراق بحاجة إلى دعم وإسناد القوات الأمريكية في محاربة الإرهاب»، فيما أعلن التيار الصدري بزعامة الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، وهو أكبر المكونات السياسية في التحالف الوطني، رفضه القاطع لتمديد بقاء القوات الأمريكية لمرة ثانية. ورغم أن جميع الكتل كانت تترقب عقد هذا الاجتماع بمنتهى الأهمية، اندلعت معارك بتصريحات إعلامية بين التحالف الوطني وقائمة «العراقية» قائمة على خلفية سياسية والصراع بين الطرفين والذي لم يهدأ منذ إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية في مارس من العام الماضي. ويبدو التيار الصدري، حسم أمره بشكل قاطع برفض بقاء القوات الأمريكية في العراق، كما أعطى زعيمه الضوء الأخضر لاستئناف نشاط جيش المهدي في حال عدم تحقيق هذا الانسحاب بموعده. من جهة أخرى أعلنت الشرطة العراقية مساء الخميس اعتقال والي صلاح الدين في تنظيم القاعدة أحمد حسين عبيد المسؤول عن أعمال العنف والانفجارات التي شهدتها مؤخرا مدينة تكريت في عملية أمنية في شارع الأربعين وسط تكريت».