تمكنت فرقة من حرس الحدود من قتل متسلل مسلح مشتبه بعلاقة بالفئة الضالة بحوزته كميات من الذخيرة الحية بعد أن ترك سيارة كان يستقلها والسير على الأقدام مسافة طويلة مستغلاً جنح الظلام لدخول الأراضي اليمنية. ونتج عن التصدي له عن استشهاد قائد قوة مراكز الوديعة بقطاع شرورة العقيد عبدالجليل بن شارع العتيبي والذي قاد عملية المواجهة، والرقيب براك بن علي الحارثي، وإصابة الرقيب عبود بن فالح الأكلبي. وكان معلومات قد رصدت من قبل فرق الكاميرات الحرارية بدخول شخص مسلح، وقاد العملية العقيد العتيبي والذي استشهد على الفور، وتم ملاحقة المتسلل وقتله قبل هروبه. من جانبه صرح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور بن سلطان التركي أن دوريات حرس الحدود في قوة مراكز الوديعة بمنطقة نجران رصدت بعد منتصف ليلة أمس الثلاثاء أحد الأشخاص أثناء محاولته التسلل من المملكة إلى الحدود اليمنية عبر الحواجز المعدنية والترابية الفاصلة باستخدام سيارة جيب رباعية الدفع حيث بادر بإطلاق النار بكثافة على رجال الأمن عند اقترابهم منه وذلك من سلاح رشاش كان يحمله مستغلاً ظلمة المكان مما نتج عنه استشهاد العقيد عبدالجليل شارع العتيبي والرقيب براك بن علي الحارثي وإصابة الرقيب عبود بن فالح الأكلبي. وقد تمكن رجال الأمن بتوفيق الله تعالى من متابعته أثناء استمراره في محاولة التسلل مستغلاً طبوغرافية وبيئة المنطقة وقربها من منفذ الوديعة الحدودي الذي لجأ إليه تحت ستار النيران الكثيفة التي واصل إطلاقها على رجال الأمن باستخدام كمية كبيرة من الذخيرة التي كان ينقلها معه، حيث أدى تبادل إطلاق النيران معه إلى مقتله. وسيتم الإعلان لاحقاً عن النتائج التي يتم التوصل إليها من التحقيق الذي باشرت الجهات المختصة في إجرائه. نسأل المولى الكريم أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته. والله ولي التوفيق. وأكدت مصادر ل»الجزيرة» أن الحادثة وقعت عند الساعة الثانية قبيل فجر أمس الثلاثاء وتم نقل الشهيد العقيد العتيبي والذي فارق الحياة عند الساعة السابعة بعد خمس ساعات من تعرضه للإصابة الغادرة. وتحدث في البداية مدير عام حرس الحدود اللواء زميم السواط قائلاً: إن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية كلفني بتقديم العزاء والمواساة لأسرة الشهيد نيابة عنه وعن النائب الثاني وزير الداخلية وسمو نائب وزير الداخلية – وسموه – مؤكداً حرص القيادة على أبنائهم في مشاركتهم أفراحهم وإحزانهم، مشيراً الى أن الدولة حريصة على حماية منسوبي وزارة الداخلية من وضع كافة التدابير الأمنية للتصدي للمهربين والمتسللين وعدم إعطائهم الفرصة للنيل من أمن الوطن. وبين اللواء: الحادث يشكل واقعة مأساوية وهي قضاء وقدر يجب علينا الصبر وتحمل الصدمة التي راح ضحيتها اثنان من رجال أمننا المخلصين وإصابة ثالث. وقال اللواء السواط إن توجيهات الأمير محمد بن نايف تقتضي بنقل الشهيد العقيد للرياض والصلاة عليه عصر اليوم الأربعاء. وفي السياق نفسه أعرب العقيد سالم السلمي المتحدث الرسمي باسم المديرية العامة لحرس الحدود عن حزنه الشديد على فراق زميلين إخلاصا في عملهما متمنياً الشفاء للرقيب المصاب. وقال المقدم السلمي إن حرس الحدود تواصل مع الجهات ذات الاختصاص التحقيق في ملابسات الحادث المروع. وفي السياق نفسه قال المواطن سعد بن شارع العتيبي شقيق الشهيد العقيد عبدالجليل: نحمد الله على قضائه وقدره أن شاءت الأقدار واستشهد شقيقنا الذي بذل الغالي والنفيس لخدمة وطنه والقاطنين على أرضه، بإخلاص وتفان في العمل، مؤكداً أن الدليل على إتقان وتفاني العقيد عبدالجيل في العمل هو نزوله للميدان ليلاً والناس نائمة حيث شارك زملاءه بالعمل للاطمئنان على الحالة الأمنية. وبيَّن شقيق الشهيد أن العقيد الذي استشهد في مواجهة مسلحة مع متسلل قد تخرَّج من كلية الملك فهد الأمنية عام 1406ه وتعيَّن في مدينة الجبيل وبعده تنقل حسب تكليفات من قادة حرس الحدود في ست مناطق بالمملكة كان آخرها شرورة والذي ختم فيها عمله بالشهادة. وبيَّن أن الشهيد متزوج وله ثمانية أطفال أربعة ذكور وأربع إناث وله ثلاثة أشقاء هم سعد وسالم ومحمد، مشيراً الى أن الشهيد عُرف عنه الشجاعة والإقدام وحب الناس وخاصة بين زملائه فهو دائماً على تواصل مع زملائه بالعمل خاصة أثناء الإجازة، مبيناً أنه عُرف عنه في بر والدته وكبار السن من أقاربة وزملائه. مؤكداً أنه ليس غريباً أن يستشهد أحد من أبناء الوطن دفاعاً عن تراب الوطن وكذلك لن يكون العقيد عبدالجليل الأخير. من جهة أخرى أن الشهيد والذي تخرج من كلية الملك فهد الأمنية عام 1406ه من مواليد عام 1384ه تقلد عدة مناصب كان آخرها قائد قوة مراكز الوديعة بقطاع شرورة، حصل على عدة دورات داخل وخارج المملكة وحصل على أنواط وأوسمة وشهادات شكر وتقدير وحصل على دورات في الأزمات والأمن والحماية كما قاد بنفسه العملية التي استشهد بها مع المتسلل والذي ترجح معلومات غير رسمية أنه سعودي الجنسية ترك سيارة كان يستقلها نوع جيب نسيان موديل 1999م بيضاء اللون قبل تسلله بمسافة طويلة وقدم سيراً على الأقدام، ساهمت الكاميرات الحرارية في الكشف عنه والتصدي له.