فاصلة: (كل واحد يحول قدر استطاعته أحلامه الخاصة) حكمة فرنسية أوقفت مقدمة البرامج الأميركية «أوبرا وينفري» تصوير برنامجها الحواري الشهير بعد 25 عاما من العرض المستمر، حيث ظهرت في الحلقة الأخيرة على المسرح تتحدث بشكل عفوي إلى الجمهور عن علاقتها الفريدة بهم. لا أحد يعلم لماذا أوقفت المذيعة برنامجها، شركة هاربو للإنتاج التي تملكها «وينفري»، أعلنت أن برنامجها الشهير «أوبرا» تراجعت نسب مشاهدته في الآونة الأخيرة «رغم أن متابعي برنامجها وصل إلى نحو سبعة ملايين مشاهد يومياً». أما صحيفة نيويورك تايمز الأميركية فقد قالت أن «وينفري» قررت وقف برنامجها حتى تركز بشكل أكبر على القناة التلفزيونية التي تطلقها قريباً وتحمل اسم شبكة أوبرا وينفري. وفي كل الأحوال فالمثير في هذه الشخصية الناجحة والثرية والمشهورة أنها صنعت النجاح من الفقر والعذاب. وحين تحدثت في الحلقة الأخيرة بدا حديثها مملوءا بالإيمان واليقين الداخلي والتسامح مع الآخر. النزعة الخيّرة في شخصية أوبرا والمهنية جعلتها تتبنى أكثر القضايا الاجتماعية الشائكة ورغم أنها لم تتزوج فقد تبنّت أكثر من 50 ألف طفل إفريقي. التقدير للآخرين جعلت «أوبرا» رغم كل مجدها وشهرتها تدين بالفضل والدعم إلى مدرستها في المرحلة الابتدائية والتي حضرت حلقتها الأخيرة. الإعلامي الناجح ليس فقط الموهوب، إنه بالدرجة الأولى الشخص الذي لديه إحساس مرهف تجاه الآخرين بحيث إنه يتبنى قضايا البسطاء والفقراء والمحتاجين إلى المساندة والدعم النفسي، وهو الشخص الذي يعرف معنى السلام الداخلي. أوبرا شكرت في حلقتها الشخص الذي استضافته فتحدث عن أثر حادثة التحرش الجنسي به لتستضيف الحلقة بعد ذلك مائة رجل جاء كل منهم بصورته الفوتوغرافية وقت الحادث معلقة على صدره ليتخلص من الشعور بالعار، مثل هذه الحلقة عظيمة الأثر في قلوب الناس حتى أولئك الذين لم يعانوا ذات المعاناة. «أوبرا» نجحت واشتهرت لأنها بالدرجة الأولى وظفت موهبتها لخدمة قضايا الناس دون أن تحاكم والديها أو المجتمع على طفولتها البائسة. وعندما تعرضت للاغتصاب في طفولتها لم تستسلم للضرر النفسي بل استطاعت أن تجد طريقا إلى التصالح مع ذاتها والآخرين. لعل في سيرتها دروسا عدة لمن ينشد النجاح.