حبيبي.. قرة عيني.. نور دربي.. أستاذي.. معلمي.. أبي.. أخي.. يا كل من لي.. يا عبدالله بن خميس لن أرثيك كما رثاك الناس، فالناس ترثي أديباً ومعلماً. أما أنا أرثيك لأني إمرأة فقدت رجلاً.. هو كل الرجال.. أرثي نفسي فالموت لن يغيبك يا والدي عن عيني وعن قلبي وعقلي.. بل غيب فرحتي وراحة بالي وأماني.. رحلت وتركت رائحة القهوة تجلدني، كلما شممتها تذكرتك.. رحلت وتركت لي صحراء وكتباً وصوراً وأوراق نخيل وطرقات.. تركت بصمتك في روحي.. في صدري.. في زوايا قلبي.. في نهايات نظري.. رحلت وتركتني أراك في يدي.. في طريقة نومي.. في مأكلي ومشربي وطريقة قراءتي.. رحلت وتركت أضلعي تئن قبل قلبي.. رحلت وتركت قلبي يئن قبل دمي.. رحلت ودمك الذي يجري في عروقي يئن من فقدك.. يبكي موتك.. يبكي طهرك.. يبكي طيبة قلبك.. يبكي دعواتك التي انقطعت.. اللهم كما زرعت حبه في قلبي فارحمه واغفر له.. اللهم وجبر كسر قلبي.. اللهم واجمعني به في جنات الخلد.. اللهم وادخله جنتك دون حساب أو عقاب.. وارض عنه فإنه كان نعم الوالد ونعم الأخ ونعم الصديق ونعم الرجل.. والدي. وداعا..