انتقل إلى رحمة الله تعالى الأديب والشاعر والمؤرخ الكبير عبدالله بن محمد بن خميس أحد أبرز أدباء الجزيرة العربية وباحثيها ومؤرخيها يوم الأربعاء الموافق 15-6-1432 ه في مستشفى قوى الأمن في الرياض، وذلك بعد معاناة مع المرض دامت طويلا، وصلي عليه الخميس 16-6-1432ه بعد صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبدالله. دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفساً إذا حكم القضاء ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء وكن رجلاً عن الأهوال جلداً وشيمتك السماحة والوفاء فهؤلاء الرجال العظماء إن غيبهم الموت عن هذه الحياة الفانيه ورحلوا عنا بأجسادهم فستبقى ذكراهم ومآثرهم الحميدة وسيرتهم العطرة على مر العصور والأزمان يتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل، وسيسجل لهم التاريخ بأحرف من نور أعمالهم الجليلة التي تذكر فتشكر. ومن الجدير ذكره أن الشاعر ابن خميس -رحمه الله- ولد عام 1339ه / 1919م بقرية الملقى، وهي إحدى قرى الدرعية بمنطقة الرياض، ولازم والده الذي كان على جانب لا بأس به من العلم خصوصا في التاريخ والأدب الحديث وكان والده يعمل في النخيل، ومع ذلك لم تشغله المزرعة عن الاستفادة من والده وغيره فقرأ كثيرا من كتب التاريخ والأدب والشريعة، وحفظ أجزاء من كتاب الله الكريم، ثم أدركته حرفة الأدب فانكب على دراسة أمهات كتبه وبدأ يشدو في نظم الشعر وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره وكانت هذه دراسته الأولى التي تلقاها، ويعتبر من أبرز الأدباء في الجزيرة العربية. وكان ابن خميس قد عين في نهاية عام 1373ه / 1953م مديرا لمعهد الأحساء العلمي وفي عام 1375ه / 1955م عين مديرا لكليتي الشريعة واللغة بالرياض فأبدى هناك نشاطا علميا وأدبيا وإداريا. وفي عام 1376ه / 1956م عين مديرا عاما لرئاسة القضاء بالمملكة العربية السعودية. وفي عام 1381ه / 1961م صدر مرسوم ملكي بتعيينه وكيلا لوزارة المواصلات. وفي عام 1386ه - 1966م عين رئيسا لمصلحة المياه بالرياض. وفي عام 1392ه / 1972م قدم عبد الله بن خميس طلبا للإحالة للتقاعد للتفرغ للبحث والتأليف. عضو في كل من : مجمع اللغة العربية بدمشق، مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المجمع العلمي العراقي، مجلس الأعلام الأعلى، مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، مجلس إدارة المجلة العربية، مجلس إدارة مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر، جمعية البر بالرياض. وهو أول رئيس للنادي الأدبي بالرياض. وفي عام 1379ه / 1959م أصدر مجلة الجزيرة ويعتبر من مؤسسي الصحافة في المملكة العربية السعودية، وفي نجد على وجه الخصوص, وقد تحولت مجلة الجزيرة بعد ذلك إلى جريدة يومية. ومثل المملكة العربية السعودية في عدة مؤتمرات أدبية وعلمية، وله العديد من المشاركات الإذاعية والتلفزيونية ومنها برنامجه الإذاعي الذي استمر لمدة أربع سنوات «من القائل» وبرنامجه التلفزيوني مجالس الأيمان. ونشرت له الصحافة السعودية والعربية العديد من البحوث والمقالات. وحاز على جائزة الدولة التقديرية في الأدب في عام 1403ه / 1982م. ومنح وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى في الشخصية الثقافية المكرمة في مهرجان الجنادرية السابع عشر، وذلك عام 1422ه / 2002م. وحصل على وسام تكريم وميدالية من مجلس التعاون الخليجي في مسقط عام 1410ه / 1989م. كما حصل على وشاح فتح وميدالية من منظمة التحرير الفلسطينية. وحصل على وسام الشرف الفرنسي من درجة فارس قلده إياه الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران. وقلده الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة وسام الثقافة. ونال شهادة تكريم من أمير دولة البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بمناسبة الاحتفاء برواد العمل الاجتماعي من دول الخليج وذلك عام 1407ه - 1987م. وقام بزيارة لمعظم البلاد العربية من المحيط إلى الخليج، إضافة إلى زيارته لبعض البلدان في آسيا وأوربا وأمريكا الشمالية. وأثرى الفقيد المكتبة العربية بعشرات الكتب في الأدب والشعر والنقد والتراث والرحلات، فيما صال وجال في الصحافة والمنتديات والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها. ومن مآثره العلمية «تاريخ اليمامة»، «المجاز بين اليمامة والحجاز»على ربى اليمامة» من القائل» «معجم اليمامة معجم جبال الجزيرة معجم أودية الجزيرة، معجم رمال الجزيرة راشد الخلاوي»الشوارد من احاديث السمر الدرعية»شهر في دمشق» «محاضرات وبحوث»من جهاد قلم، «فواتح الجزيرة» «أهازيج الحرب أو شعر العرضة»،، «الأدب الشعبي بجزيرة العرب، «بلادنا والزيت «الديوان الثاني» «رموز من الشعر الشعبي تنبع من اصلها الفصيح» جولة في غرب أمريكا»، «تنزيل الايات – شواهد الكشاف» «إملاء ما من به الرحمن أسئلة وأجوبة: فان القلم واللسان لا يستطيعان أن يعددا أعماله ومآثره العلمية الكثيرة النبيلة العظيمة وأخلاقه الحميدة داعيا الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته, وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وصادق عزائي ومواساتي لأبناء الفقيد: عبد العزيز ومحمد وعدي وطارق وزياد وياسر وأخواتهم وجميع أسرة آل خميس وأصدقائه وجيرانه ومحبيه وزملائه. وإن العين لتدمع وان القلب ليحزن ومانقول الا مايرضي ربنا، وانا على فراقك يا أستاذ عبدالله لمحزونون. د.فهد عبدالرحمن السويدان مستشار قضائي وأستاذ أكاديمي وعضو التحكيم والمصالحة وكاتب