الفنان القدير يعيش منذ أعوام على الرصيف في أهوال برد ناغل، وجوع يضيره على الاستجداء، فيما لوحته أفضل حظاً، إذ هي التي ترقد في رواق أعد لها بعناية. غِمار الوعود في ليالي الأقربين تفشي محاولة عاثرة سنجني ثمارها كلما غمرنا اليأس في هذا القفر النائي عن تفاصيل حياة مثابرة. خبب «حياة» الفارهة تخبُّ توقاً للخلاص من منغصات كثيرة. عثرت فيها كوامن أعدت بحذق .. تحجل «حياة» الآن وعثاء مصابها، لكن أحلامها تعدو في دمي كذئب يخاتل بحذر. التحاف على وقع حلم يقيم أود بقائه يلتحف دفء أنفاس تشاطره الخباء.. هنا من وعده في ليل الأبعدين بما يقرب النوم إلى أجفانه.. وعد بأرض حلال، وفضاء أبيض يمر عليه حلمه حتى حدود الفجر الآتي. إيقاع في خطوها الأثير على بلاط الممر شيء يشبه الإيقاع، وهنا وهلة تشي بصبر الحذاء النائي بأحمال أنثى تعبر ببهاء أمام مرايا حجبها الحالكة. عبقرية «الكهل» ذا الحكمة القوية والمقلقة فقد أسنانه لفرط السكر في دمه.. توقفنا عن نعته بالعبقرية بعد أن أومأ لنا قليل حظ أن خلع أسنان الكهل هو تمهيد لانتزاع لسانه. أسرار لم يعد بيننا أسرار، وماء، وطين.. فقبل أن نفترق، ولحظة دهشة مستفهمة أذاعت الجرار للأرض أسرار الماء.