فقد الوطن رمزاً من رموز الثقافة والأدب والتاريخ، إنه الأديب عبدالله بن خميس بعد عمر حافل بالعطاء في خدمة دينه ومليكه ووطنه تاركاً خلفه موسوعة ثقافية في الشعر وتاريخ الوطن والأدب، كما ساهم الفقيد في رصد تاريخ وثقافة الجزيرة العربية من خلال الرصد والتحليل وتوثيقها عبر إصداراته الكثيرة التي تزخر بها المكتبات العربية، كما لا ننسى برنامجه الشهير الذي كنا نتابعه ونحن في سن الصغر برنامج (من القائل) الذي يبث عبر إذاعة الرياض وكنا نتسابق على سماعه، لما يحمله من ثقافة شعرية تملأ مسامعنا بالشعر، فانتشرت سمعة هذا البرنامج الناجح لدى الكبير والصغير لأن فيه مخزوناً شعرياً لدى الفقيد حتى وثَّق هذا البرنامج في ديوان شعري (من القائل) وأصبح هذا الديوان المطبوع وثيقة محفوظة لمؤلفاته وإصداراته من هذا البرنامج لتعم الفائدة الأدبية للأجيال القادمة. إن قصائده الشعرية قد توارث إلقاؤها أمام مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ومن بعده أبناؤه الملوك سعود، وفيصل، وخالد، وفهد -رحمهم الله- ثم الملك عبدالله -أطال الله في عمره-، حيث ألقى قصائده أمام كل واحد من قيادات هذا الوطن. فالفقيد رغم ارتباطه بالعمل الحكومي إلا أن لديه شغفاً بالأدب والثقافة من خلال البحث والترحال بالصحاري والفيافي لتوسيع مداركه وثقافته بتاريخ هذا الوطن وتوثيقها في إصداراتها التي ولله الحمد أصبحت توثيقاً تاريخياً لوطنه وأمته.