توفي أول من أمس في قرية رحابة التابعة لمدينة إربد بالأردن الشاعر الأردني الدكتور ماجد العامري عن عمر ناهز ال66 عاما حفلت بإصداره دواوين شعرية وعدداً من الدراسات الأدبية من بينها تلك التي اشتغل عليها في آخر مشواره، والتي ترصد وتوثق لعدد من مجالس المدينةالمنورة الأدبية منذ نزوله فيها عام 1976. ويعد ديوان الشاعر الذي ولد في عام 1944 والمعنون ب"السعودية موطن الخير والأمان" آخر إصداراته المطبوعة وصدرعام 2005 عن شركة المدينة للطباعة والنشر، وضمنه الراحل مشاعره وحبه للسعودية حيث يقول في مقدمة ديوانه إنه خلال إقامته بالمدينةالمنورة عمل على ترجمة مشاعره وحبه لهذه البلاد من خلال شعره ونثرياته، فشاركها أفراحها ومناسباتها العامة وأيامها الوطنية الزاهرة وتجمعت لديه مجموعة من القصائد التي ضمنها هذا الديوان الذي يقول في إحدى قصائده: إيه دار السعود يا كعبة الأرض ويا منبع العطاء الأكيد يا منارا يشع شرقا وغربا يا جدارا وقلعة للصمود أما المدينة التي استودعها الشاعر قلبه ولم يترك زاوية من زواياها لم تتناولها قصائده، فقد قال في حدائقها: هب النسيم.. ورفت الأنداء وتضوعت بأريجها الأرجاء وتأودت أعطاف عاطرة الربا وتعانقت أغصانها الزهراء إلى أن يقول: يا للعوالي وهي تبسط ظلها فوق الحرار فتزهر البيداء وحين رأى العامري أن المكتبة العربية تفتقد إلى وجود كتاب شامل يسرد قصة سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب (عم رسول الله صلى الله عليه وسلم) وقصة جهاده ومناقبه إلا بعض الأبواب والفصول من كتب السيرة والتاريخ الإسلامي وبعض الكتيبات، حرص على تقديم كتاب عن تلك الشخصية الإسلامية ضمّنه إضافة للحديث عن سجايا حمزة ومناقبه مختارات شعرية من قصائد الرثاء والمديح التي نظمت بحقه قديما وحديثا. وقال الباحث فهد صالح المهنا، الذي يعد أحد المقربين من الشاعر، إنه نزل المدينة عام 1976، وهو عضو بنادي المدينة الأدبي، وعضو أسرة القلم بالزرقاء، مشيرا إلى أنه كان حريصا على رصد الحراك الثقافي بالمدينة من خلال حضوره الدائم في المنتديات الأدبية بالمدينةالمنورة وغيرها مما دفعه إلى أن يتصدى لأن يكتب بحثا طويلا عن المنتديات والمجالس الأدبية بالمدينةالمنورة منذ عام 1976 حتى تاريخه. وكان العامري يردد قبل رحيله قصيدة كتبها عن (بنات المدينة) يتحدث فيها عن عفافهن وتجسيدهن للارتباط الروحي بمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم مضيفا أنه كان يرجع للراحل في كل عمل أدبي يقوم به. من جانبه قال الناقد نايف فلاح الجهني ل"الوطن" إن العامري يمثل الاتجاه الكلاسيكي في الشعر من حيث التراكيب التقليدية إلا من يقف عند ديوانه "مواسم الخير" يجده يفصح عن إحساس محب حقيقي للمدينة وقد تناول كل معلم من معالمها، وقد كان الرجل يشكو حينها من ضيق ذات اليد، وقد اضطر أن يبيع أجزاء من مكتبته كي يقتات حين كان بلا وظيفة. ويرى فلاح أن كتابه "قصائد مختارة عن المدينةالمنورة" يعد من أهم كتبه حيث بات اليوم مرجعا في بابه على مستوى الوطن العربي. وذهب إلى أنه يحسب للعامري توثيقه الصوتي لتجارب كثير من روادالمدينةالمنورة ومن بينهم الشاعر حسن مصطفى صيرفي والشاعر عبدالرحمن رفة وعدد من الشخصيات الأدبية حيث كان يتمتع بعلاقات قوية مع أهل المدينةالمنورة.