لكنت سقيت غرسهما ومنعت عن سنابلهما هذا الظمأ علماني أن الحياة كالبرق مضيئة وسريعة وأن أخلاق الرجال تدوم إلى الأبد خالي «سالم» أرادني بواردياً فأدمى يدي وعليٌّ قال خذ «المجند» وتقدم لحظة حضور القبائل.. أقول الآن يا أمي ليتني ما تعلمت عسف الأصايل يا أُمٌّ يا سيدة الشوق والتوق ليتنا يا أُمٌّ ما حصدنا سنبلة القمح ولا غلينا من عوز الليالي ذرة ويا أبي يا سيد رأس الرجال يا سيف الحقيقة ودرع الجبال امنحني من فائض حبك عزاء لي ولأيام متصلات يقطعها القدر ليتني لم أبتلع تراب الاغتراب وألوذ في قلب هذا اليباب ليتني طائراً لا يغادر عشه إلا في مواسم المطر.. ليتني حجراً ليت خاليا ما رحلا لكنت أدركت من فائض حبهما هذا النقاء «سالم» حرس ماء أحلامنا فرح أيامنا تحت جنان العنب قال لي ذات مذاق حلو كل الحياة مُرّة يا ولد. قلت والممات.. قال «راحة الإنسان من هذا التعب».. كان يحب الأرض لا يغادرها يتفيأ ظلال الذهب وعليٌّ ينام الآن ساكناً كالقمر له من تاريخ البلاد شهامة وصبر له أن اصطفت أمي اسمه فمنحته أخي الأصغر، فأزهر الثمر، منحني في طفولتي.. مجنداً وسيفاً وخنجراً.. وقال يا ابن روحي هل تريد «المرجله» لا تترك المظلوم وحيداً ولا تظلم، وتعوّد على «البسمله» وما إن أطل أبي.. قال خالي باسماً تعال نغني.. أبي وبصوته الجريء.. قال «ثلثين الولد لخاله» وماذا لي منك، يا أبي.. ضحك، وقال «ما أجهلك ما أجهلك» قلت في داخلي، كلي لك.. يا أبي ما أجملك..