يسير فريق هجر متصدر دوري الدرجة الأولى لكرة القدم بثبات وبخطى واثقة نحو بلوغ دوري زين السعودي للمحترفين؛ حيث قطع هذا الفريق المتميز هذا الموسم ألف ميل في طريقه الناجح وسعيه الحثيث لتحقيق الطموح الذي ينتظره عشاقه ومحبوه وأهالي الأحساء قاطبة، ولم يتبقَّ سوى ميل واحد، المتمثل في الفوز في اللقاء المقبل الذي يجمعه بفريق الأنصار صاحب المركز الثاني في قمة دوري الدرجة الأولى. حقيقة، فريق هجر هذا الموسم (غير) في كل شيء؛ فقد استطاع أن يحقق ما عجز عنه الآخرون؛ فهو في طريقه لتحقيق أرقام قياسية غير مسبوقة في دوري أولى القدم، بدءاً بفوزه بدرع أطول دوري سعودي، وهو ما يسعى إلى تحقيقه بعد تثبيت أقدامه بإعلان الصعود رسمياً نهاية الأسبوع الحالي، وكذلك سوف يسعى إلى تحقيق رقم قياسي من النقاط؛ حيث تحمل جعبته من النقاط 56 نقطة، ومن الممكن حسابياً الوصول إلى النقطة ال71 فيما لو فاز في لقاءاته المتبقية، وهو رقم كبير من الصعب الوصول إليه من الآخرين فيما لو تحقق، وإذا لم يستطع فريق هجر الوصول إلى هذا الرقم فيكفيه القفز فوق حاجز الستين نقطة حتى يعلن رقمه القياسي الجديد. إنجاز شيخ أندية الأحساء المنتظر تحقيقه خلال الأيام القليلة القادمة لم يتحقق إلا نتيجة جهود كبيرة مبذولة من قِبل أطراف عدة ساهمت في تحقيقه، إلا أن عراب هذا الإنجاز الذي يستحق أن نرفع له العقال تحية، والذي أعلن التحدي ووقف وتصدى لكل التحديات، هو المشرف العام على كرة القدم بنادي هجر المهندس عبدالعزيز القرينيس، هذا الرجل بقلبه الكبير وعشقه للكيان الهجراوي أعطى بلا حدود، وخطّط واختار بعناية من يعملون معه حتى أصبح قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى الهدف المعلن وهو الوصول إلى دوري زين السعودي للمحترفين. وطبيعي ألا ننسى الجهود المبذولة كافة بدءاً من رئيس مجلس إدارة نادي هجر المهندس الخبير وصاحب أطول فترة رئاسية في نادي هجر عبدالرحمن بن عبدالله النعيم وعدد محدد من أعضاء مجلس إدارة نادي هجر الذين أعطوا وأوفوا، وكذلك الجهاز الإداري في فريق هجر بقيادة مدير الكرة حمد بن عبدالله العريفي والإداري فؤاد المسلم والمنسق فهد العثمان، إضافة إلى الجهاز الفني الذي قاد دفة الفريق الهجراوي وصنع من فريق هجر ونجومه رقماً صعباً في الدوري بقيادة المدير الفني للفريق التونسي السيد زهير اللواتي ومساعده بسام السلامي ومدرب الحراس أمجد رفاعي وأخصائي العلاج الطبيعي محمد الباجي. وإذا ما تحدثنا فيجب ألا ننسى الدور الكبير لنجوم فريق هجر هذا الموسم، الذين رسموا أجمل اللوحات داخل المستطيل الأخضر، وكان لحماسهم وإصرارهم وإبداعهم الدور الكبير في ترجمة كل الجهود؛ ليصبح إنجازاً في طريقه لأن يتحقق؛ فأصبحت جماهيرهم تردد بعد كل مباراة «هذا خلصنا منه ونقلوا باي باي»، ومن حقهم أن يعلنوا «باي باي» لدوري الدرجة الأولى. ويبقى دور الجماهير في مدرجات الملعب؛ ففي المباراة الأخيرة التي جمعت فريق هجر بشعلة الخرج، والتي استطاع فيها فريق هجر أن يخمد توهج الشعلة، وأن يحقق فوزاً مستحقاً بثلاثية ولا أروع، كان لتلك الجماهير التي حضرت في الملعب دور كبير في بث الحماس والإصرار لدى اللاعبين على الرغم من أنهم أكملوا المباراة بعشرة نجوم متلألئة نتيجة الطرد والخروج الإجباري للنجم الحادي عشر؛ فعلى الرغم من توقعاتنا بأن يكون الحضور الجماهيري أكثر كثافة إلا أن من حضر كان متفاعلاً ومسانداً؛ فهم يستحقون التحية، ولمن لم يحضر فإنه سيكون مدعوًّا بلا شك لزف شيخ أندية الأحساء إلى دوري زين السعودي للمحترفين من خلال لقاء الأنصار عصر الخميس القادم. صعود هجر إلى دوري زين السعودي للمحترفين ليس هو الإنجاز الأول الذي يتحقق لهذا الفريق؛ فقد سبق أن حققه مرتين، وهو في طريقه لبلوغه للمرة الثالثة، ويخطط لأن يكون هذا الصعود بلا عودة، والبقاء في دوري زين هو الخطوة القادمة المعلنة، والثبات هو المطلوب في الممتاز. وقبل الختام.. يجب أن يعي نجوم الفريق الهجراوي أن الخطوة القادمة أمام الأنصار عصر الخميس القادم مطلوب من خلالها النقاط الثلاث من أمام فريق قوي ومنافس شرس، وهو فريق الأنصار صاحب المركز الثاني والمرافق المتوقَّع لهجر في رحلة الصعود، وعلى الهجراويين إدارة وجهازاً فنياً ولاعبين أن يوقفوا أفراحهم مؤقتاً من أجل الاستعداد للأنصار بالشكل المطلوب، ويعطوه حقه من الأهمية والاحترام، وأن يواصلوا أفراحهم رسمياً بعد اللقاء. وهجر صعد في عامي 1408ه و1418ه بطلاً لدوري الدرجة الأولى، وحمل درع الدوري، ولن يرضى شيخ الأحساء إلا أن يكون هو البطل المتوَّج بعرش دوري الدرجة الأولى. [email protected]