اتهمت الحكومة السودانية إسرائيل أمس الأربعاء بالوقوف وراء الغارة الجوية التي استهدفت سيارة خاصة قرب مطار بورسودان مساء أول أمس (الثلاثاء)، في حين رفض ايجال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق على الاتهام السوداني لإسرائيل. جاء هذا الاتهام على لسان وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي الذي قال انه منذ أمس تتوافر لدى الحكومة السودانية دلائل ومؤشرات تدل بشكل قاطع على ضلوع إسرائيل في هذه الغارة. وأضاف انه لا يعلم سبب تنفيذ هذه الغارة لكن كانت هناك خلال الأيام الأخيرة ادعاءات إسرائيلية بأن السودان يدعم عدة مجموعات إسلامية. ونفى الوزير السوداني هذه الاتهامات قائلاً إن إسرائيل تريد من خلال عملية القصف أن تفشل الجهود المبذولة حالياً لتسوية القضايا العالقة بين الإدارة الأمريكية والحكومة السودانية خاصة ما يتعلق برفع اسم السودان عن قائمة الدول المساندة للإرهاب وأضاف إن الخرطوم تحتفظ بحقها في الرد. وأضاف الوزير كرتي أن صاحب السيارة سوداني يعيش في مدينة بورسودان ولا توجد له أي ارتباطات بأي أعمال سياسية أو حركات إسلامية، في حين ذكرت صحيفة (بريد السودان) عن مصادر استخباراتية في الخرطوم قولها إن السيارة المستهدفة كانت تقل إيرانياً وفلسطينياً بُعيد وصولهما إلى مطار بورسودان في رحلة داخلية من العاصمة السودانية. من جهته قال عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة التيار المستقلة في الخرطوم إن الغارة استهدفت على الأرجح أحد مهربي السلاح لحماس عبر شرق السودان. أما صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية والأوسع انتشاراً فنقلت عن وسائل إعلام أجنبية أن الغارة (استهدفت رجالاً مطلوبين في إفريقيا). وعنونت صحيفة (إسرائيل حايوم) المجانية المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الحدث من جانبها تحت عنوان (تصفية في السودان). وتضاربت روايات المسؤولين السودانيين عن كيفية وقوع الهجوم وكانت الشرطة السودانية قالت إن صاروخا أصاب السيارة قرب المدينة أمس، لكن مسؤولاً حكومياً ذكر أن الهجوم نفذته طائرة أجنبية قادمة من البحر الأحمر. ونسبت إلى الجيش الإسرائيلي غارات مماثلة في العام 2009 في السودان استهدفت قوافل يشتبه في أنها تهرب أسلحة إلى حركة حماس. وتحصل حماس على الأسلحة عبر شبه جزيرة سيناء حيث يتم نقلها عبر أنفاق. وينفي السودان السماح بنقل شحنات أسلحة غير مشروعة عبر أراضيه.