اتهمت الحكومة السودانية إسرائيل أمس بشن غارة جوية على سيارة في مدينة بورتسودان على ساحل البحر الاحمر في شرق البلاد، أدت إلى سقوط قتيلين، أحدهما تاجر سوداني والآخر عربي كان وصل قبل ساعات من الغارة إلى مطار الخرطوم. لكن الدولة العبرية رفضت التعليق، فيما ذكرت صحفها أن العملية «استهدفت مطلوبين في أفريقيا». واعتبرت الخرطوم الغارة محاولة لإحباط جهود شطب اسمها من اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب. وعُلم أن سودانياً يقيم في بورتسودان يتحدر من مجموعة تنشط في العمل التجاري في شرق البلاد استقبل ضيفاً ذي ملامح عربية في مطار الخرطوم، وانتقلا في سيارة خاصة صغيرة نحو بورتسودان في الثامنة بالتوقيت المحلي ليل الثلثاء (الخامسة بتوقيت غرينتش). وفي الطريق، استهدفت سيارتهما طائرة أطلقت صاروخاً واحداً أدى إلى تدميرها وتفحم الشخصين بصورة كاملة. وقال وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي في مؤتمر صحافي في الخرطوم، عقب محادثات مع المبعوث الرئاسي الأميركي الجديد إلى السودان برينستون ليمان: «لدينا أدلة تشير إلى أن الهجوم شنته إسرائيل. نحن متأكدون بالكامل من هذا، إلا أننا لا نعرف السبب». وأشار إلى أن «إسرائيل تردد مزاعم بأن السودان يدعم حركات إسلامية. هذا غير صحيح، وإسرائيل تحاول بتلك الإدعاءات تبرير هجومها». ولفت إلى أن «أحد القتيلين مواطن ليست له علاقة بالإسلاميين أو الحكومة». لكنه رد على سؤال عن هوية الضحيتين، قائلاً: «لا نعلم من كانا». ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية والجيش التعليق على الاتهام السوداني. لكن انشغال وسائل الإعلام العبرية بالخبر أوحى بأنها تقف فعلاً وراء الهجوم. وجاء لافتاً أن الخبر تصدر العنوان الرئيس في كبرى الصحف «يديعوت أحرونوت» التي قالت إن «طائرات قادمة من البحر الأحمر قتلت مطلوبين في أفريقيا»، مشيرة إلى أن «الجيش الإسرائيلي نفذ هجوماً في السودان، بحسب تقديرات مصادر أجنبية». وكان مسؤولون أميركيون وسودانيون اتهموا إسرائيل بشن غارة في العام 2009 على قافلة سيارات قرب الحدود السودانية - المصرية، اتهمتها تقارير صحافية بأنها «كانت تحمل أسلحة إلى قطاع غزة».