القدس - الخرطوم – وكالات وتقارير - بريد السودان: كشفت معلومات جديدة عن حادثة الثلاثاء حيث قصفت طائرة مجهولة سيارة كانت تقل شخصين قريبا من مطار مدينة بورسودان ميناء السودان الرئيسي، أن السيارة التي استُهدفت بالغارة كان يستقلها أحد كبار مهربي الأسلحة في العالم، وهو المسؤول عن تهريب الأسلحة من إيران إلى حركة 'حماس' في قطاع غزة عن طريق السودان ومصر. وبحسب مصادر لم تسمها صحيفة الجريدة الكويتية نقلا عن مراسلها في القدس فإن الغارة نفذت بعد الحصول من قبل السلطات الإسرائيلية على معلومات 'قيمة' من المهندس الفلسطيني الذي اعتقل أخيراً في أوكرانيا ضرار أبو سيسي. واتهمت إسرائيل أبو سيسي بالإشراف على تطوير المنظومة الصاروخية ل'حماس'. ولفتت المصادر إلى أنه 'إلى جانب المعلومات التي وفرها أبو سيسي، جندت إسرائيل العشرات من السودانيين الجنوبيين الذين يعيشون في إسرائيل للحصول على معلومات وافية عن مسارات التهريب والعصابات والقوى الفاعلة في السودان. وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل 'تمتلك شبكة من المهربين والمساعدين لها في جنوب السودان، كما أن هناك ضباطاً إسرائيليين في جنوب السودان لتدريب عصابات يستغلونها لضرب مسارات تهريب الأسلحة ل'حماس'، بحسب مصادر الصحيفة الكويتية في القدس. وقالت المصادر إن قصف السيارة تم بواسطة طائرة بدون طيار من نوع 'شوفال' التي باستطاعتها الوصول إلى مسافة تقارب أربعة آلاف كيلومتر دون التزود بالوقود، كما تبلغ حمولتها نحو طن. وفي الخرطوم، قال وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي الاربعاء: 'لدينا أدلة تشير إلى أن الهجوم شنته إسرائيل. نحن متأكدون بالكامل من هذا، إلا أننا لا نعرف السبب'. وأوضح كرتي: 'في الأيام الأخيرة صدرت ادعاءات في إسرائيل بأن السودان يدعم مجموعات اسلامية. هذا ليس صحيحاً. وعندما تصدر إسرائيل ادعاءات مماثلة فهي تحاول أن تبرر ما قامت به'. وعن هوية القتيلين، أجاب وزير الخارجية: 'لا نعلم من كانا. كانا مجرد مواطنين سودانيين عائدين من المطار'. وأضاف: 'لا نعرف لماذا استهدفتهما إسرائيل'. واحتل خبر مقتل الشخصين في الغارة الجوية على سيارة في السودان عناوين الصحف الاسرائيلية الصادرة الاربعاء والتي حملت الجيش الإسرائيلي مسؤوليتها. وعنونت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' الأوسع انتشاراً: 'الجيش الاسرائيلي شن هجوماً في السودان'. أما صحيفة 'إسرائيل هايوم' المجانية المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فكان عنوانها: 'تصفية في السودان'. بدورها، عنونت صحيفة 'معاريف': 'هجوم غامض الليلة الماضية في السودان'. من جهته اتهم الدكتور قطبي المهدى امين امانة المنظمات بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان وفقا لما نقلت وكالة سونا للأنباء الرسمية، اسرائيل بالضلوع فى حادثة قصف السيارة، "وكشف عن توصل التحريات التى اجرتها جهات الاختصاص لنتائج وصفها بالجيدة حول هوية صاحب العربة فى ظل وجود مؤشرات يمكن ان تساعد على ذلك وتفصح عن العملية كلها" بحسب سونا. ولم تمض سونا لتوضح أكثر من ذلك، كما أن مهدي ترك كلامه غامضا، في إشارة إلى أن "الهوية" ستفصح عن الكثير "غير المسمى". وظهر الاربعاء أجرى علي أحمد كرتي وزير الخارجية السوداني مباحثات مع السفير برينستون ليمان المبعوث الأمريكي الجديد للسودان بالخرطوم، تناولت المساعي لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وكان كرتي قد أشار إلى أن إسرائيل تريد أن تقوض بما قامت به عملية رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب في ظل الجهود المبذولة لذلك مع الولاياتالمتحدة. وقال كرتي في تصريحات صحفية: "ان الامور كانت واضحة منذ البارحة لدي الحكومة بان اسرائيل هي التي يمكن ان تقوم بهذا العدوان الذي صاحبه اعتراف اسرائيل" مشيرا الي "ان اسرائيل دأبت علي القيام بمثل هذه الاعمال العدوانية باستهداف الفلسطينيين وغزة وقصف السفينة التركية المتجهة الي غزة وغير ذلك وهي لا تخفي قيامها بمثل هذه الاعمال العدوانية". وعما اذا كانت الحكومة ستقدم شكوي الي مجلس الامن قال وزير الخارجية " هذا ما ستقوم به الحكومة"، وحول المرامي من هذا العدوان اوضح كرتي "ان ذلك مخطط يخدم اهدافاً كثيرة حيث تسرب اسرائيل بان السودان يدعم حركات مصنفة بالنسبة لآخرين بأنها حركات ارهابية والغرض من ذلك ايضا افساد الخطة التي بدأت الآن لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب". من جهة أخرى كونت حكومة شرق السودان لجنة عليا لبحث الملابسات، ولجنة فنية للتحري حول الحادث.