الجفون نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل، وهي تقوم بوظائف عدة منها حماية العين من الإصابات الخارجية أو الأتربة، تغطية العين أثناء النوم للمحافظة على القرنية و تجنب إثارة المخ بالضوء للتمتع بنوم هادئ بالإضافة إلى المحافظة على ترطيب سطح العين بصورة دورية أثناء غلق و فتح العين عندما يكون الإنسان مستيقظاً. كما لا يخفى الدور الجمالي للجفون في إبراز روعة العين و جمال الوجه حيث فطنت النساء لذلك منذ القدم و حاولت و تحاول جاهدة في إبراز هذا الدور من خلال استعمال الكحل و المساحيق التجميلية. غير أن هذا النسق الرائع قد يصيبه بعض الخلل نتيجة اعتلال الجفون ذاتها أو اعتلال أنسجة محجر العين. ومما لا يخفى على الجميع أن الجفون تتكون من أنسجة عدة تبدأ بالجلد الذي يشكل السطح الخارجي ثم عضلة دائرية مسؤولة عن غلق الجفون ثم نسيج ضام وقوي للمحافظة على أنسجة محجر العين و ما به من دهون و عضلات بعضها يتصل بهيكل الجفون لفتح العين. هذا النسيج الضام القوي قد يصيبه بعض الترهلات التي عادة ما تكون نتيجة تقدم العمر (في هذه الحالة عادة ما يصاحبه ترهل بالجلد) و قد تحدث في سن مبكرة أو انتفاخ محتويات محجر العين نتيجة اعتلال هرمونات الغدة الدرقية حيث لا يستطيع هذا النسيج المحافظة على الدهون داخل محجر العين فتبرز من خلال الجفون مما ينعكس على صورة انتفاخ بالجفن أوضح ما يكون في الصباح الباكر و يقل تدريجياً مع النشاط اليومي. أما عن طرق العلاج الجراحية فتعتمد على ركيزتين أساسيتين هما إزالة الدهون البارزة و شد الجلد المترهل. وفي هذا السياق يتم إزالة الدهون البارزة عن طريق جرح داخلي من خلال الملتحمة حيث لا يترك أي أثر خارجي على الإطلاق مع مراعاة أن هذه الطريقة لا تعالج ترهلات الجلد ولكن يمكن استعمال الليزر السطحي بعد ذلك لشد الجلد إذا كانت الترهلات بسيطة مع الوضع في الحسبان أن نتائج الليزر أفضل ما تكون في البشرة البيضاء. أما إذا كانت الدهون البارزة مصحوبة بترهلات ملحوظة في الجلد فينصح بإزالة الدهون مع شد الجلد الجراحي مما يلزم إجراء العملية من خلال جرح خارجي الذي عادة ما يقلق المريض من الناحية الجمالية ولكن مع التطور في نوعية الخيوط الجراحية وأساليب رتق الجرح وكذلك الاختيار الأمثل لموضع الجرح مما يؤدي إلى أثر جرح غير واضح للعيان. وتجدر الإشارة إلى بعض المضاعفات التي قد تحدث جراء هذه العمليات مثل توزم موضع العملية الذي يختفي تماما خلال أسابيع أو عدم تطابق اختفاء كامل الترهلات والانتفاخات بالعينين مما يلزم مراجعة العملية مرة أخرى في أحد الجفون أو حدوث بعض التجمعات الدموية داخل محجر العين التي نادراً ما تحدث خاصة عند من يستعملون أدوية لزيادة سيولة الدم. د. ياسر يوسف الفقي - أستاذ مساعد واستشاري العيون التجميلية - مركز الأعمال - م م ع ج