في جمعة السعادة واللحمة الوطنية بين القيادة وشعبها، تأملنا وتأمل معنا شعب المملكة خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله ويرعاه–، القصير في كلماته والكبير بمعانيه وأهدافه، الذي صدر بلغة أبوية حميمية، حانية ذات معان سامية يكسوها التواضع، نابعة بالخير والحب، وكان خطاباً شاملاً كامل المعاني، جاء ليؤكد على وحدة الوطن ضد كل من يحاول إثارة البلابل والقلاقل والفوضى، وزعزعة أمن واستقرار بلدنا الغالي. حيث تحدث فيه خادم الحرمين الشريفين بكل عقلانية ومودة وشفافية بكلمات لامست شغاف القلوب والعقول، ونبرة يكسوها الحنان والأبوة والأخوة، يريد منها جمع أبنائه على طريق الخير دوماً، وأن تسود الألفة والمحبة بينهم، وأن لا يتركوا فرصة لأي شخص كائنٍ من كان أن يندس بينهم ليفرق ويشتت شملهم وينشر العداوة والحقد والبغضاء بين أطياف مجتمعنا المسالم. «ولا تنسوني من دعائكم»، هكذا أنهى خادم الحرمين الشريفين في خاتمة تحمل علو مكارم الأخلاق ودروسا ثقافية، وتربوية، ونفسية، واجتماعية، تؤكد على الترابط الوثيق والتمسك بحبل الله إخواناً بين الشعب السعودي وقيادته.. لتظهر للعالم أجمع مدى القاسم المشترك بين كل السعوديين من الالتفاف حول قيادته الشرعية التي تحكم بشرع الله وسنة نبيه.. ليتولد من ذلك إحساس بالانتماء والموالاة نابع من الذات لينعكس قولاً وفعلاً ومساهمةً في التفاني والتضحية من أجل تراب هذا الوطن ورفعته، والوقوف صفاً واحداً خلف قيادته الرشيدة الحكيمة التي أحبها وأحبته ليسطروا ملحمةً في تاريخ الشعوب تحكي قصة هذا التلاحم الفطري بين القيادة وشعبها.. فالقيادة من الشعب وإليه، والمملكة العربية السعودية بمثابة الأسرة الكبيرة التي يسودها حالة من الود والاحترام والتراحم والتناغم والدفع بالتي هي أحسن حتى لا يكون هناك أي أثر للعداوة والحقد والحسد والتباغض. جاءت الأوامر الملكية والتي تأتي تباعاً بلا توقف، امتداداً لهذا النهج الإصلاحي القويم، والتفكير الجماعي لتكون شاملة وملمة في تناولها لكافة القضايا التي تخص مجتمعنا السعودي المسلم المسالم، حيث نجد في هذه الأوامر الملكية والتي استندت إلى نصوص شرعية، وأوامر إلهية كريمة دللت عليها بآيات من الكتاب المنزل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهنا يكمن سرّ عز هذه البلاد وسعادتها وخيرها الوافر وثباتها الدائم، في زمن شاع فيه الاهتزاز والترنح، وعمّ فيه الهم والغم والجدل وقلّ فيه الخير والبركة. فالحديث عن معطيات الخير تحتاج إلى مساحات كبيرة، لأنها أحاطت بالعديد من الاهتمامات ونواحي الحياة، وعالجت الكثير من الصعاب والإشكاليات التي أفرزتها وأنتجتها الحياة المعاصرة التي تحاصر الشعوب والمجتمعات. فأن تقرأ أفكار ورغبات وطموحات وآمال شعبك وتتفهم بكل عقلانية لمطالبهم فهذا هو الحكم الرشيد.. والأوامر الملكية ترجمة لما يريده المواطن السعودي، وخاصةً في مجالات مكافحة الفساد، ومراقبة الأسعار، ونشر الخدمات الصحية، وتوفير الأمن والأمان، وتحقيق أحلام الإسكان، ومواكبة التطور والتقدم الذي يشهده العالم الآن. أدعو المولى سبحانه وتعالى أن نكون على قدر حب مليكنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – يحفظه الله – وعلى قدر حرصه وحكومته الرشيدة، وأن نعمل على رفعة ديننا، ثم وطننا العزيز في كل محفل داخلي أو خارجي. لا يسعني أمام ذلك كله إلا أن أتذكر قول خادم الحرمين الشريفين: يعلم الله أنكم في قلبي، وما رده أبناء شعبه بقولهم: يشهد الله أنك في قلوبنا، جميعنا بصوت واحد – أطال الله في عمرك – لكم السمع والطاعة. [email protected]