أثارت مشاكل يواجهها مفاعل نووي ثان في شمال شرق اليابان أمس الأحد قلقا كبيرا بعد الزلزال والمد البحري (تسونامي) اللذين أديا إلى سقوط أكثر من أحد عشر قتيلا، بحسب توقعات الشرطة. ووسط هذا التهديد، يبذل حوالي مئة ألف من رجال الإنقاذ جهودا في بحيرات الطمي وأنقاض المباني في محاولة للعثور على ناجين من هذه «الكارثة الوطنية غير المسبوقة»، كما وصفها رئيس الحكومة ناوتو كان. وأعلن رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان بعد يومين على أعنف زلزال يضرب اليابان أن بلاده تواجه أخطر أزمة منذ الحرب العالمية الثانية. وقال رئيس الوزراء الياباني أيضا إن اليابان قد تتعرض لانقطاع للتيار الكهربائي على نطاق واسع بعد الزلزال الذي ضرب الجمعة الأرخبيل وأدى إلى توقف عدة محطات نووية عن العمل. وتثير محطة فوكوشيما النووية رقم 1 التي تضررت الجمعة بفعل الزلزال ووقع انفجار في أحد مفاعلاتها السبت، قلقا كبيرا. وقالت شركة كهرباء طوكيو الأحد إن المفاعل رقم 3 يواجه خللا مماثلا بينما حذرت الحكومة من خطر حدوث انفجار فيه بسبب تراكم الهيدروجين. وقال ايدانو «نقوم بتخفيف (ضغط) الهواء ونصب المياه (لتبريد النظام). يمكننا السيطرة على الوضع». لكن قبيل الساعة 13.00 بالتوقيت المحلي، قالت الحكومة اليابانية إنه من الممكن أن تكون عملية انصهار بدأت في المفاعلين رقم 1 و3 في محطة فوكوشيما الأولى. وأكدت تيبكو أن قضبان الوقود المستخدمة في قلب المفاعل رقم 3 التي يفترض أن تبقى مغمورة بالمياه لتبريدها، أصبحت «خارج المياه» على ارتفاع ثلاثة أمتار لكنها أكدت بعد قليل أن «مستوى المياه أعيد إلى ما كان عليه منذ ذلك الحين». وبسبب هذه الأعطال، تخطى مستوى الإشعاع النووي في موقع المفاعل الأول في فوكوشيما، السقف القانوني. وقال متحدث باسم تيبكو إن «مستويات الإشعاع النووي تدنت الليلة الماضية إلا أنها عادت لترتفع صباح اليوم وتخطت السقف الذي حددته الحكومة». ورفعت وكالة الأرصاد الجوية باليابان أمس الأحد التحذير من حدوث موجات مد عاتية (تسونامي) بالنسبة لساحل المحيط الهادي، في الوقت الذي حذر فيه خبراء من وقوع مزيد من الهزات الارتدادية، ما يمثل خطراً كبيراً علي مفاعلات الطاقة النووية التي تضررت بالفعل في المناطق التي ضربها الزلزال. وقامت السلطات بإجلاء حوالي 215 ألف شخص في دائرة شعاعها 20 كلم حول المحطة النووية وأخرى شعاعها عشرة كيلومترات حول المحكمة النووية فوكوشيما 2 التي تبعد 12 كلم عن المحطة الاولى. وفي مدينة فوكوشيما نفسها التي تبعد نحو ثمانين كيلومترا عن المحطتين يشعر اليابانيون بالخوف ويتدفقون على المحلات التجارية لشراء مخزونات من المواد الغذائية بينما نفد الوقود من المحطات. واصطف المئات في سوق ارتدى فيه الباعة سترات وأقنعة طبية للوقاية من الإشعاعات. وعلى صعيد عمليات الإنقاذ على ساحل المحيط الهادئ، تمت مضاعفة عدد أفراد فرق الاغاثة الأحد بارسال مئة ألف جندي تدعمهم 190 طائرة وعشرات السفن. ووصلت حاملة الطائرات الاميركية رونالد ريغن صباح أمس إلى قبالة سواحل اليابان لمساعدة الجيش الياباني. وتفيد آخر حصيلة رسمية أعلنتها الشرطة أن 688 شخصا قتلوا و642 فقدوا و1570 جرحوا الجمعة. إلا أن شبكة التلفزيون اليابانية العامة ان اتش كي ان هذه الحصيلة يمكن أن ترتفع إذ إن عشرة آلاف من مدينة ميناميسانريكو (شمال شرق) البالغ عددهم 17 ألف نسمة، مفقودون. وأعلن قائد الشرطة المحلية للصحافيين الأحد كما نقل التلفزيون العام «ان اتش كي» أن أكثر من عشرة آلاف شخص قد يكونوا لقوا حتفهم إثر الزلزال والتسونامي في منطقة مياجي الساحلية الأقرب إلى مركز الزلزال. وأعلنت أوتاوا مقتل كندي في الزلزال الذي تلاه مد بحري في اليابان ودمر التسونامي الذي تلى زلزال بلغت شدته 8,9 درجات، مدنا بأكملها وقد جرف سيارات ومنازل داخل المدن حيث بلغ ارتفاع المياه في بعض المناطق خمسة أمتار. وقال رجل مسن لصحافيين إن «هناك عددا كبيرا من الناس الذين ماتوا»، قبل أن يجهش بالبكاء. وتصل إلى اليابان أولى فرق الإغاثة التي أرسلتها أستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وسويسرا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.