تحرك رئيس السلطة القضائية المتشدد في إيران يوم الاثنين لاخماد الدعوات المتزايدة لاقامة اتصالات مع الولاياتالمتحدة مهددا بمعاقبة الاصلاحيين الذين يشيدون بما أسماه بالعدو اللدود للجمهورية الاسلامية. وطالب العديد من الاصلاحيين المناصرين للرئيس محمد خاتمي بمراجعة السياسة العدائية تجاه واشنطن قائلين إن على إيران أن تفكر أولا بمصالحها الاستراتيجية طويلة المدى بدلا من الهموم الايديولوجية. وقال آية الله محمود هاشمي شهرودي «إن مصالحنا القومية تكمن في معاداة الشيطان الأكبر.. ندين أي موقف جبان مؤيد لامريكا وأي كلمة مساومة معها». ويستخدم المتشددون هذا التعبير في وصف الولاياتالمتحدة. ونسبت وكالة انباء الطلبة الى شهرودي قوله «إن سياستنا الخارجية ودستورنا وديننا وشعبنا يرفضون أي مساومة مع امريكا، إن الذين يتحدثون عن العلاقات مع امريكا لا يتحدثون باسم الأمة الاسلامية». وأصدر الشهرودي تعليمات للقضاة باتخاذ «تحرك قانوني» لمعاقبة كل من يجاهر بالحديث عن تحسين العلاقات. وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين واشنطنوطهران عقب الثورة الاسلامية عام 1979 وهما يتخاطبان بشكل غير مباشر. ودعا إيرانيون معتدلون الحكومة لاغتنام الفرصة المتمثلة في الهجمات التي تشنها الولاياتالمتحدة على أفغانستان للسعي لتحسين العلاقات بين البلدين. ولكن خاتمي ووزير خارجيته كمال خرازي لم يتمكنا من تجاوز المعارضة الداخلية للتقارب مع الولاياتالمتحدة. وقال غلام حيدر إبراهيم باي سلامي عضو اللجنة الخاصة المعنية بالأزمة الأفغانية يوم الاحد إن اللجنة توصلت لنتيجة مفادها أن «من مصلحتنا الوطنية بدء محادثات مع الاطراف الرئيسية في النزاع ولا سيما امريكا». ونسبت وكالة انباء الطلبة الى سلامي قوله «يتعين عدم إغفال دور إيران في إنهاء الازمة الحالية، علينا التأكد من أن حكومة أفغانستان في المستقبل لن تؤثر سلبا على مصالحنا».وأضاف إن البلدين يمكنهما التعاون في تشكيل حكومة جديدة في أفغانستان. غير أن عدة أعضاء آخرين في اللجنة سارعوا يوم الاثنين الى تبرئة أنفسهم. وقال قدرة الله أليخاني علي شاشة التلفزيون «غير مسموح لنا باتخاذ أي قرارمخالف لموقف نظامنا الاسلامي». وبحث خاتمي الأزمة الأفغانية مع أعضاء اللجنة يوم الاحد. وقال متحدث باسم اللجنة في وقت لاحق إن الرئيس أطلعهم على «القيود» التي يواجهها خلال سعيه لاتباع دبلوماسية أكثر نشاطا. وقال إن خاتمي طلب أيضا من أعضاء البرلمان أن يقودوا مبادرة بشأن المباحثات مع الولاياتالمتحدةالامريكية لانهم يتمتعون بقدر أعلى من المناورة. غير أن ماجد الأنصاري عضو البرلمان والثوري المخضرم نفي هذا وقال «قبل الهجمات الامريكية كان هناك بعض الحديث عن تحرك لتجنب حرب ولكن تم استبعاده في ضوء قتل أبرياء في أفغانستان، وفي رأيي شخصيا ان امريكا تتعرض لكراهية الرأي العام العالمي ولا سيما المسلمين».