رفض مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي أي حوار أو علاقة مع الإدارة الأميركية التي وصفها بأنها "متغطرسة"، قاطعاً الطريق على محاولات الإصلاحيين تمهيد الأجواء لفتح حوار مع واشنطن على خلفية أزمة أفغانستان والحرب الأميركية. وأحيا المرشد شعار "الموت لأميركا"، فيما لوّح القضاء بملاحقة دعاة الحوار مع الإدارة. وتراجع الإصلاحيون سريعاً أمام الضغط المحافظ، وقال عضو رئاسة البرلمان علي شكوري راد إن "موضوع إقامة علاقة مع أميركا ليست في يد البرلمان أو يد الحكومة"، مشيراً بذلك إلى أن الكلمة الفصل هي لخامنئي، فيما ظهر مؤشر إلى عزم القضاء على التصدي لدعاة الحوار، الذين وصفهم النائب المحافظ علي إمامي راد بأنهم "خونة". واعتبر خامنئي أن "الحوار أو اقامة علاقة مع الحكومة الأميركية يتعارضان والمصالح الوطنية الإيرانية"، مشيراً إلى أن "هذا الموقف لا يعتبر تعصباً، بل هو نهج دُرس بعناية". وأضاف خلال كلمة أمام آلاف من الإيرانيين في مدينة أصفهان وسط ان "الذين يدعون إلى التفاوض مع الإدارة الأميركية ليست لديهم نيات سيئة، بل اصيبوا بالغفلة". وزاد ان "أهم محاور السياسة الأميركية هو اشراك إيران في عمليات القتل الجماعي بحق الشعب الأفغاني، والترويج لتراجع إيران عن اصولها ومبادئها. أعلنا منذ اليوم الأول اننا لسنا مع الإرهابيين ولا مع الحملة الأميركية ضد الشعب الأفغاني، ولن نشارك في أي ائتلاف بقيادة الولاياتالمتحدة. العالم الإسلامي تلقى هذا الموقف وزال خوفه من أميركا". واعتبر أن "الحملات ضد الشعب الأفغاني أظهرت ان الديموقراطية الليبرالية تخفي في جوهرها، القتل الجماعي والوحشية". وأحيا شعار "الموت لأميركا" عندما ردده أمام الحشود في أصفهان. وكان الإصلاحيون في البرلمان الإيراني حاولوا استغلال الأزمة الحالية لبدء حوار مع واشنطن. واعتبرت اللجنة البرلمانية المكلفة متابعة تطورات الحرب الأميركية في أفغانستان أن "مصلحة الأمن القومي الإيراني تقتضي خوض محادثات مباشرة مع كل الأطراف الأساسية المعنية بالأزمة، ومنها واشنطن". ويرأس اللجنة النائب هادي خامنئي، شقيق المرشد. وفي سياق خطوات لمحاصرة تحرك اللجنة، أعلن رئيس السلطة القضائية هاشمي شاهرودي محافظ تشكيل لجنة قضائية خاصة للاشراف على حسن تنفيذ سياسات المرشد والمجلس الأعلى للأمن في ما يتعلق بالأزمة الأفغانية والمستجدات. ولوح بمقاضاة دعاة الحوار مع واشنطن.