رحمَ الله الشيخ الفاضل صالح بن عبد العزيز الراجحي وأحسن مثواه وجعل جميع الأعمال الخيرية التي قام بها والأوقاف الكبيرة القائمة وما يصدر عنها من أعمال خيرية عظيمة في موازين حسناته، لقد لمست وشاهدت حب الناس إليه ودعاءهم له دعاء الصادق المحب المخلص. بصفتي أحد منسوبي إدارة أوقاف الشيخ صالح بن عبد العزيز الراجحي ومن خلال إطلاعي على حجم الأعمال الخيرية التي تقدم من هذه الإدارة باسم الموقف الشيخ الفاضل صالح بن عبد العزيز الراجحي في جميع المجالات الإنسانية وما صدر من قرار الشيخ رحمه الله عام 1417ه بإنشاء إدارة أوقاف صالح عبد العزيز الراجحي كمؤسسة خيرية منظمة محددة المعالم والمصارف تخضع إلى نظام مالي وإداري منظم ودقيق بتسلسل إداري محدد المهام وواضح المعالم، يعتبر توظيف أساسي أمثل للأموال والأعمال، فهذا هو التوظيف الأمثل للأموال فهذه الأموال هي الأموال الباقية للشيخ الراحل رحمه الله، هذه هي الأعمال التي لا تنقطع أبداً فهي جمعت بين الصدقة الجارية والعلم المنتفع به من طباعة للقرآن الكريم والكتب الهامة في العقيدة وكفالة الدارسين والمتخصصين بالشريعة الإسلامية من جميع الدول الإسلامية حتى الحصول على شهادة الدكتوراه ليكونوا متخصصين فاعلين في المجتمعات الإسلامية وبالطريقة السليمة وفق تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة القائمة على هدىَ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وينشرون تعاليم الإسلام الحقيقية وفق ما جاء بالقرآن الكريم والسنة النبوية، محاضرين، معلمين لكتاب الله، بالإضافة إلى دعاء الأبناء وكذا جميع من عرف الشيخ يرحمه الله من قريب أو بعيد، هذه الأعمال الخيرية أعمال جليلة وجه الشيخ يرحمه الله بها وفق تنظيم دقيق ومحدد. بعد مرور خمسة عشر عاماً على إنشاء إدارة الأوقاف نمت الأوقاف نمواً كبير والحمد لله واتسعت الإسهامات والأعمال الخيرية بشكل كبير جداً، فجميع المؤشرات الإحصائية توضح الزيادة السنوية في عدد البرامج والمستفيدين على مدار ال15 سنة الماضية وهذا بفضل من الله تم الجهود المباركة من قبل أصحاب الفضيلة المشائخ أعضاء مجلس الأمناء الموقرين وكذا من قبل سعادة الأمين العام لإدارة الأوقاف الأستاذ عبد السلام بن صالح الراجحي، وجميع منسوبي إدارة الأوقاف بجميع مناطق المملكة. لقد أوقف الشيخ رحمه الله أفضل المشاريع التجارية والزراعية إلى نفسِه امتثالاًً لقوله تعالى {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}. فمن أحد المشاريع التي أوقفها يرحمه الله مشروع الباطن لزراعة النخيل وإنتاج التمور في منطقة القصيم والذي يشمل مساحة تزيد عن 54 مليون متراً مربعاً كأكبر مشروع لزراعة النخيل وإنتاج التمور في العالم (حسب تصنيف موسوعة جنيس للمعلومات العامة والأرقام القياسية) وذلك لاحتوائه على عدد 200.000 نخلة من أفضل وأجود أصناف التمور في المملكة العربية السعودية، يرجو من الله سبحانه وتعالى تقبله وجميع المشاريع التجارية والعقارية والزراعية فهذا المشروع الزراعي (كمثال) هو من أحب المشاريع إلى نفس الشيخ يرحمه الله حيث كان يهتم به اهتماماً خاصاً وينفق عليه بسخاء طوال فترة إنشاءه وأشرف بنفسه على إنشاء البنية التحتية للمشروع بمتابعة مستمرة برغم كثرة الأعمال وارتباطاته العملية ولكنه يرحمه الله خصص وقتا كافيا للمتابعة لأنه كان يهدف لأن يعده إعداداً يتناسب مع رؤيته المستقبلية لأن يكون وقفاً لله سبحانه وتعالى موجهاً إنتاجه إلى الفقراء والمحتاجين. هذا بجانب المشاريع الأخرى العقارية والزراعية فكلها على نفس الأهمية إذا لم تزيد، نسال الله سبحانه وتعالى أن يجعل تلك الأعمال في ميزان حسنات الشيخ الفاضل صالح بن عبد العزيز الراجحي وأن يبارك فيها وأن يعين من يعملون في هذه الأوقاف بما يحبه ويرضاه إنه سميع مجيب. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فيسح جناته وأن يبارك في ذريته وفي أعماله الخيرية وأن يلهم إخوانه وأبناءه وبناته وزوجاته وجميع أسرة الراجحي وجميع محبيه الصبر والسلوان إنه سميع مجيب. - مدير الإدارة الزراعية بإدارة أوقاف صالح عبد العزيز الراجحي