استنكر الطيف الثقافي السعودي أحداث الفوضى والشغب التي شهدها معرض الرياض الدولي للكتاب 2011م مساء أمس الأربعاء قال محمد آل زلفة عضو مجلس الشورى السابق انزعجت مما حدث في المعرض، وهي أيام جميلة فأتى من يشوهها بسلوكيات خاطئة وتجاوزات غير مسؤولة وأنا لا ألومهم لأن مثل هؤلاء لديهم أنطبعات مسبقة عن الثقافة وينظرون بأنها سلبية على ثقافة الإنسان ويتحركون من خلفيات مشوهه عن المثقفين والمناشط الثقافية وأتمنى أن يراجعوا أنفسهم، وليس لأحد وصاية على أحد حتى الرسول (صلى الله عليه وسلم) خاطبه ربه قائلاً له (لست عليهم بمسيطر) هم اجتهدوا وهم مخطئون وأتمنى أن يرتقوا بوعيهم وأتمنى أن تكون الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وأجّل موقف وزير الثقافة والإعلام الذي فتح الحوار معهم وتقبل رأيهم بصدر رحب ولم يعنف أحداً فيهم وشكرهم على ملاحظاتهم. وأضاف آل زلفة: أرجو منهم أن يقدروا هذا الموقف من الوزير وأن يفتحوا مساحات من الحوار المبني على ثقافة التسامح والتصالح وتقبل الرأي والرأي الأخر بدون عنف أو تجاوزات على جهات مسئولة ومنظمة لمعرض دولي هو واجهة المملكة أمام الجميع. وأبدى الأستاذ بندر عثمان الصالح أسفه لتلك الأحداث قائلاً: ذهب فكري بعيداً وأنا أتابع ما حدث بحزن شديد بأن هؤلاء تناسوا شيئا اسمه وطن وكل شيء قابل للعبث إلا الوطن ومقدراته، وللأسف الشديد كنت شاهداً على ما حدث ورأيت بعيني أنهم جيل صغير لا يتجاوز الكبير فيهم عمر الخامسة والعشرين من العمر، وأنا لا ألومهم ولكن ألوم إهمال البيت الذي يقع عليهم مسؤولية التربية كلنا متدينون من شرق المملكة إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبه وتربينا على دين المحافظة على الصلوات في المسجد، فهل نحن مختلفون عنهم وهل الدين مظهر هؤلاء العينة بكل أسف تؤثر على لحمة الوطن ولو فكروا في الوطن لتواروا خجلاً على أفعالهم. كما اعتبر الأستاذ محمد ناصر الأسمري الكاتب المعروف ما حدث شيئا مخجلا ومؤسفا ولكنهم من قلة لا تمثل غالبية المجتمع السعودي لا في السلوك أو طريقة التعبير وهؤلاء يتمظهرون ويستعرضون أكثر من أي شيء آخر لكي يقال لهم في الأوساط التي تنتمون إليها بأنهم أحدثوا عملاً يأجرون عليه وأنهم متواجدين في الساحة وهم ليس لهم أي تمثيل يمكن أن يؤثر أو يوقف النهوض الفكري والتقدم الحضاري التي تعيشه المملكة وحرية الفكر وانفتاح أوعية المعلومات المؤمل منهم الاستفادة منها في تغيير أساليب التعبير وإيصال رسائلهم بالطرق الحضارية الراقية للجهات المسئولة والمنظمة لأي تظاهرة ثقافية. من جانبه قال الكاتب خالد السليمان هذه الكثافة العديدة واستعراض القوة ليس له ما يبرره في تظاهرة ثقافية وواجهة حضارية للمجتمع السعودي لأن هناك في المعرض جهات مسئولة ومنظمة تتلقى وقنوات للشكاوى تتفاعل مع ما يرفع إليها بطريقه حضارية بعيداً عن التطاول والتجاوز ورفع الصوت وإثارة الشوشرة في المعرض، مثل هذه الأحداث تسيء للطابع الإنساني والحضاري وهذه الصورة لا تعبر عن السلوك الإسلامي في طرق النصيحة. كذلك الشاعر إبراهيم الجريفاني الذي قال: يجب أن نؤكد على نقطة أساسية أن المعارض الدولية للكتاب واجهه ثقافية لكل دولة وفرصة لترسيخ وتقديم أخلاقياتها والمستوى الذي وصلت إليه من وعي ثقافي وأخلاقي ومعرض الرياض من ضمن هذه المعارض التي يجب أن تعكس أخلاقيات وسلوكيات المجتمع السعودي الذي نفخر به ووجود بعض التجاوزات أعتقده أضر بالصورة الحقيقة للمجتمع السعودي، وكان الأجدر من هؤلاء المحتسبين التوجه إلى الجهات الرسمية المتواجدة في المعرض دون اتخاذ أساليب لا تتوافق مع الدين من حيث النصح بالتي هي أحسن، وأرجو أن ما حدث أن لا يتكرر وأن تعي هذه الفئة حجم وخطورة هذه التصرفات وتأثيرها على العرس الثقافي الذي يحضره الجميع من مختلف أنحاء الوطن العربي. وقال الدكتور عبد الله الكعيد الكاتب الصحفي: الذي لا يؤمن بالدولة المدنية ولا بضوابط القانون والنظام فهو بالضبط يريد تطبيق شريعة الغاب وسيادة الفلَتَان بحيث كل فرد لا يعجبه أمراً من الأمور يقوم بتغييره بيده. وما حدث في معرض الرياض الدولي للكتاب من تدخّل ما يسمّون بشباب الاحتساب لإثارة الفوضى يعتبر خروجاً صريحاً على القانون والنظام يستوجب العقاب بلا تردد أو لين لأن لكل نشاط مرجعيّة تعتبر المسؤول المباشر عن النشاط وتمثّل الشرعية الرسمية للدولة وهي هنا وزارة الثقافة والإعلام وكل من يتدخل بعملها يعتبر مُخلاً بأنظمة الدولة. لهذا أُطالب بإيقاع العقوبة على هؤلاء المتطفلين ليرتدعوا مستقبلاً وليعلم غيرهم أن الكلمة الفصل في هكذا أمور هي للأجهزة والمؤسسات الرسمية لا للملاقيف أو الخارجين على القانون.