أظهرت بيانات منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أمس الخميس ارتفاع مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء لأعلى مستوى على الأطلاق في فبراير شباط متجاوزا الذروة التي بلغها في عام 2008 حينما أثار ارتفاع أسعار الغذاء أعمال شغب في عدة دول. وسجل المؤشر الذي ارتفع للشهر الثامن على التوالي 236 نقطة في فبراير وهو مستوى قياسي بالمعايير الحقيقية والإسمية مرتفعا 2.2 في المئة عن مستواه في يناير كانون الثاني. ويقيس المؤشر التغيرات الشهرية في أسعار سلة غذاء من الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر. وقالت الفاو في بيان: إنها تتوقع تراجع التوازن العالمي بين العرض والطلب على الحبوب في 2010- 2011. وأضافت «في مواجهة تزايد الطلب وتراجع الإنتاج العالمي من الحبوب في 2010 من المتوقع أن تنخفض مخزونات الحبوب العالمية بشدة هذا العام بسبب تراجع مخزونات القمح والحبوب الخشنة». وتوقعت الفاو ارتفاع إنتاج القمح العالمي بنحو ثلاثة في المئة في 2011م من جانبه رجح اقتصادي في المنظمة أمس أن تظل أسعار الغذاء العالمية قرب ارتفاعاتها القياسية التي بلغتها في فبراير شباط إلى أن تتضح حالة المحاصيل الجديدة. وقال عبد الرضا عباسيان «حتى نعرف حالة المحاصيل الجديدة وهو ما يعني الانتظار حتى أبريل على الأقل فإننا لا نتوقع أي تصحيح رئيسي في هذه الأسعار المرتفعة بل نتوقع المزيد من التقلب في الوقت الراهن مع ارتفاع أسعار النفط». وعزا عباسيان ارتفاع أسعار الغذاء العالمية إلى مستويات قياسية في فبراير والذي أعلن عنه في وقت سابق إلى عوامل خارجية مثل النفط والعملات والاضطرابات السياسية. وقال: إن تكوين مخزونات من جانب بعض الدول الرئيسية المستوردة للحبوب التي تسعى إلى تجنب التوترات السياسية يؤدي إلى تفاقم حالة عدم اليقين والتقلبات في الأسواق. وقال ديفيد هالام مدير قسم التجارة والأسواق في الفاو: إنه قد يكون للمزيد من الصعود في أسعار النفط تأثيرعلى أسواق الغذاء التي شهدت ارتفاعا قياسيا في أسعار القمح الأمريكي بنسبة 60 بالمئة في العام حتى مارس أذار.