قال الله سبحانة وتعالي في كتابه الكريم: «بسم الله الرحمن الرحيم:» {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} (12) سورة لقمان. صدق الله العظيم، بعد أن بين الله سبحانه وتعالى أن لقمان اوتي الحكمة، فشكر ربه على نعمه المتظاهرة عليه، وهو يرى آثارها في الآفاق والأنفس آناء الليل وأطراف النهار. كما أن القرآن الكريم أعطى لنا في قصة لقمان الصفة التخصصية في تربيته لولده بإرشاده إلى الطريق المستقيم الذي يعتبر منهجا تشريعيا في علم التربية والأخلاق والقيادة الحكيمة. وقد تخصص لقمان في تربية النشء والعناية بقومه لإقامة صرح قوي وجيل واع أساسه المنهج الإلهي. وعرف العرب منذ القدم حتى الآن لقمان بن عاد وكانوا يعظمون قدره في النباهة والرياسة والفصاحة والذكاء، وكثيرا ما يتحدثون عن لقمان الحكيم وأمثاله وسميت سورة في القرآن الكريم بسورة (لقمان). وقد كانت حكمه شائعة بين العرب والعجم وغيرهم، كما جمعت أمثال قصصه بعد ذلك في كتاب سمي: (أمثال لقمان). من أحكام لقمان الخالدة والمشهورة حين سئل:»يالقمان: هل لك أن يجعلك خليفة تحكم بين الناس بالحق؟ قال لقمان: إن أجبرني ربي عز وجل قبلت، فإني أعلم أنه إن فعل ذلك أعانني وعلمني وعصمني، وإن خيرني ربي قبلت العافية ولم أسأل البلاء، فقالت الملائكة: «يالقمان لم؟ قال:لأن الحاكم بأشد المنازل وأكدرها، يغشاه الظلم من كل مكان، فيخذل أو يعان، فإن أصاب فبالأحرى أن ينجو، وإن أخطأ طريق الجنة.. ومن يختار الدنيا على الآخرة فاتته الدنيا ولا يصير إلى ملك الآخرة». وحديثنا عن حكمة الحكماء تقودنا إلى حكمة ملك الانسانية عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود- يحفظه الله- فان منة الله على وطننا، ونعمه تتجدد وتتوالى، ولا يمر وقت أو زمن إلا ونرى له علينا فضلا ومنة، وأعظم المنن بعد توحيده ما يتعلق بما أفاء الله علينا من الولاية الراشدة، والقيادة الحكيمة التي جعل الله قدرها أن تكون خادمة لمقدساته، وحامية لحرماته، حافظة لحدوده، قائمة على نصرة دينه وشريعته، وهذا ما جعل شأنهم بين أمم العالم شأنا عاليا، واثرهم في المنظومة الدولية عميقا، ومن هنا لاعجب ان تتوالى الاعترافات العالمية بحكمة ومكانة وأخلاق خادم الحرمين الشريفين، وتعترف كل الدول الشقيقة والصديقة وحتي العدوة على اعتبار تاثير مبادرات وانجازات ومحبة المليك المفدى - خادم الحرمين الشريفين وقوته ومكانته المميزة في العالم أجمع. ومن مسببات هذا التقدير لملك الانسانية في الشأن الداخلي الذي صار به عهد عبدالله بن عبدالعزيز عهد خير وبركة على هذا الوطن الآمن وأبنائه الكرماء... ولست هنا بصدد رصد إنجازات خادم الحرمين الشريفين أو حشد المقام بأرقام وإحصاءات مع أهمية كل ذلك، لكني أردت أن تكون هذه الأسطر مقارنة عن حكمة حكيمين امتلكا الحكمة الربانية واستخدماها لخدمة الاخرين، وباركهما الله سبحانه وتعالى على أفعالهما. نسأل الله أن يحفظ ملكنا عبدالله - ملك الانسانية - ويمده بعونه، ويديم عليه نعمه... إنه سميع مجيب!!! [email protected]