إنها لنعمة عظيمة ما نحن عليه في هذه البلاد المباركة؛ حيث مَنّ الله علينا بالاجتماع، والأمن، وتطبيق شرع الله، وخدمة الحرمين الشريفين.. وإن من أجل هذه النعم، ومن أظهرها نفعاً، أن جمع الله البلاد والعباد تحت راية واحدة متحابين متآلفين آمنين مجتمعين؛ فمنذ أن وحَّد الله أقطار هذا البلد على يدي المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - إلى عهد خادم الحرمين الملك عبد الله - حفظه الله - ونحن نعيش في غبطة وسروراً قد حسدنا عليهما أعداؤنا، وتمناها كل عاقل لمجتمعه في مشارق الأرض ومغاربها. وإن من هذه النعم المتجددة هذه النعمة الكبيرة التي حباها الله لنا بشفاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، فجعل الله ما ألمّ بكم يا ولي أمرنا رفعة في درجاتكم، وألبسكم لباس الصحة والعافية، وأطال عمركم في طاعة الرحمن - عز وجل - وخدمة الإسلام والمسلمين. ومما طمأن الناس جميعاً ذلكم التواصل المستمر بين الأب وأبنائه، حتى وأنتم بعيدون عمن أحببتموهم وأحبوكم، لكن كان ذلك في المكان فقط، أما القلوب فهي متجاورة لا تفترق. وإن السعادة لتتم، والفرح ليكبر، والسرور ليكمل حين قدومكم المبارك القريب، الذي انتظرناه منذ أن غادرتم هذه البلاد للعلاج. أسأل الله لكم السلامة في حِلّكم وترحالكم. ولقد عودتمونا دائماً على ما هو أفضل وأحسن وأجمل لهذا الوطن الكبير، وهذا ليس غريباً على هذه الدولة منذ تأسيسها؛ فهي معطاءة مباركة، مَنّ الله عليها برجال كرام بررة. ونحن إذ نعيش هذه الأيام انتظار قدومكم الميمون لنسأل الله أن يجعلكم حصناً منيعاً لهذا الدين والوطن، وأن يدحر بكم كل من أراد بديننا وولاتنا وبلادنا ومن على هذه البلاد الطيبة سوءاً. لقد عجزت الأسطر عن التعبير عما في المشاعر من الفرح والسرور، فالحمد والثناء لله على سلامتكم يا خادم الحرمين، وإنه مما أرشدنا إليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في مثل هذا الموقف قوله: «من أتى إليكم بمعروف فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا الله له حتى تعلموا أن قد كافأتموه»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «من صُنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء»، وأنتم قد صنعتم لهذا الوطن وللإسلام والمسلمين من المعروف ما لا يُعدّ ولا يحصى؛ فجزاكم الله عنا خير الجزاء، وأطال الله عمركم ذخراً للإسلام والمسلمين. (*) مدير مركز الدعوة والإرشاد بحائل